تلقى الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، ضربة موجعة في الانتخابات الوطنية التي جرت الأريعاء المنصرم، حيث أظهرت النتائج شبه النهائية، اليوم السبت، فقدان أغلبيته البرلمانية لأول مرة منذ نهاية نظام الفصل العنصري قبل 30 عاما. ومع فرز ما يقرب من 99% من الأصوات، حصل حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الحاكم على ما يزيد قليلا عن 40% من الأصوات، أي أقل بكثير من الأغلبية التي حصل عليها منذ التصويت الشهير لجميع الأعراق عام 1994 الذي أنهى الفصل العنصري وأوصله إلى السلطة في عهد نيلسون مانديلا، مؤسس الحزب. ووفق النتائج المعلنة لحد الآن، فقد حصل حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" على 40.11 بالمائة من الأصوات، مقابل حصول "التحالف الديمقراطي" المعارض على 26.3 بالمائة. ويعتبر الرئيس السابق، جاكوب زوما، أكبر منتصر في الانتخابات العامة في جنوب أفريقيا، إن حقق حزبه المنشق الجديد "أومكونتو وي سيزوي" مكاسب كبيرة على حساب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، إذ حصل حل ثالثا ب15%. ولم تعلن بعد النتائج النهائية رسميا من قبل اللجنة الانتخابية المستقلة التي أدارت الانتخابات، والتي كشفت، أمس الجمعة، أنه من المقرر أن تظهر نتائج الانتخابات بحلول يوم غد الأحد. وبهذه النتائج، سيحتاج حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، للمرة الأولى منذ 30 عاما، إلى مناشدة بعض أحزاب المعارضة لدعمه في حكومة ائتلافية وطنية إذا أراد البقاء في السلطة. وتعتبر هذه الانتخابات بمثابة استفتاء مباشر على حكم حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" الذي دام ثلاثة عقود، في ظل الانخفاض المطرد في شعبية الحزب على مدار العشرين عاما الماضية. يعد "المؤتمر الوطني الإفريقي" أبرز حزب سياسي بالبلاد، والذي أسسه الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، وقاده في مسيرة طويلة نحو التغيير، حيث حافظ الحزب منذ توليه السلطة عام 1994، على أغلبية سياسية قوية في البرلمان.