أسفر الحوار بين النقابات التعليمية الخمسة الأكثر تمثيلية بجهة درعة تافيلالت والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، على توقيع محضر اتفاق للطي النهائي لملف الأستاذ مصطفى معهود، الذي خاض اعتصاما وإضرابا عن الطعام منذ 7 ماي، احتجاجا على ما تعرض له من "عقوبات تأديبية"، التي وصفها بالجائرة، وللمطالبة بإزالتها من ملفه الإداري، كما يطالب بإيفاد لجنة تحقيق مركزية. وحسب بلاغ للنقابات التعليمية الخمس، فقد "التزمت كل الأطراف الموقعة على المحضر والتتبع جهويا ومركزيا من أجل الطي النهائي لهذا الملف وذلك بأجرأة كل البنود المتفق عليها". وقال الأستاذ مصطفى معهود، في تصريح لجريدة "العمق"، إن إضرابه وصموده الضغط الإعلامي والتضامن النقابي، كلها عوامل ساهمت في اهتمام الرأي العام والإدارة، مؤكدا أن وساطة النقابات التعليمية الخمس ومجهوداتها تأفضت إلى تفاق يقضي برفعه للاعتصام جدولة إإجراءات الاستجابة لمطالبه. وأضاف معهود، الذي بدا عليه الإرهاق والعياء بعد أسابيع من الاعتصام والإضراب عن الطعام، أن الخطوة الأولى في الاتفاق تتمثل في استئناف العمل ابتداء من أمس الأربعاء، بالإضافة إلى تمكينه من الوثائق التي يطالب بها ابتداء من الأسبوع المقبل، والعمل على معالجة العقوبات التأديبية من طرف لجنة مركزية من الوزارة. وفي تصريح ل"العمق"، أكد مولاي أحمد الحافظي الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، أن مضمون الاتفاق بين الأكاديمية والنقابات التعليمية الخمس يتمحور حول كيفية أجرأة مطالب الأستاذ مصطفى معهود، وتنقسم إلى شقين الأول يتعلق بصلاحيات الإدارة جهويا التي تعهدت بالشروع في تنفيذها فور توصلها بالطلبات ومباشرة بعد استئناف الأستاذ لعمله. والشق الثاني، يقول الحافظي، يتعلق بأمور تتطلب تدخل الوزارة الوصية، وفي هذا الإطار تعهدت الأكاديمية على تيسير الأمور والعمل بالوسائل المتاحة لها في إطار صلاحياتها لتبليغ المطالب إلى الإدارة المركزية. وأضاف أن المكاتب النقابية الخمس الموقعة على محضر الاتفاق، تعهدت بتتبع تنفيذ الاتفاق. وعن المطالب التي يمكن تفعيلها جهويا دون الحاجة إلى تدخل للمصالح المركزية للوزارة، أوضح الكاتب الجهوي لنقابة FNE أن من بينها تسليم الأستاذ كل الوثائق التي يطالب بها في ملفه الاداري، حيث كان الأستاذ ينتقد الإدارة سابقا بعدم تمكينه من بعض الوثائق، مثل تقارير زيارة المفتش التربوي، وكذلك مطلب الحسم وتدقيق مادة التدريس تفاديا لإعادة تكليفه بتدريس مادة أخرى غير الرياضيات، وهذه الأخيرة يعتبرها الأستاذ معهود وكذلك النقابات التعليمية المادة القانونية للتدريس باعتباره اجتاز فيها امتحان الكفاءة المهنية والتربوية. وفيما يخص القرارات التأديبية التي يعتبر معهود أنه تعرض فيها "للظلم والحيف"، فإن النقابات لمست استعداد إدارة الأكاديمية لرفع أي ملتمس أو طلب للوزارة ودعمه على أساس محو آثار العقوبات التأديبية الصادرة في حق الأستاذ.