كشفت عائلات ضحايا المختطفين المغاربة من قبل شبكات الاتجار بالبشر بميانمار، عن فقدان الاتصال بأربعة شباب من المحررين، يوم أمس الاثنين، وذلك مباشرة بعد إطلاق سراحهم من قبضة عصابات إجرامية تنشط في ميانمار على الحدود مع تايلاند، مقابل فدية. وتعيش عائلات المغاربة ضحايا الاتجار بالبشر في ميانمار حالة من القلق المتزايد، بعد فقدان الاتصال بأربعة من أبنائهم الذين تم تحريرهم أمس الاثنين، مناشدين سفارتي تايلاند وماليزيا التدخل لوضع خطوط اتصال مفتوحة للتبليغ والتواصل والتنسيق بين العائلات والضحايا والسفارتين. ودعت عائلات الضحايا المحتجزين لدى عصابات الاتجار بالبشر بميانمار، وزارة الشؤون الخارجية إلى تبني مقاربة تشاركية في تدبير الملف، والانفتاح على جهود الدبلوماسية الموازية وعلاقات الصداقة التي تجمع العائلات مع عدد من المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في مجال مناهضة الاتجار بالبشر بتايلاند، والتي ساعدت ولا تزال في تحرير وإيواء وحماية ومساعدة عدد من المغاربة المحررين. وأبرزت لجنة عائلات الضحايا في بلاغ لها، توصلت به جريدة "العمق"، أنهم "ينتظرون بفارغ الصبر النتائج الملموسة لزيارة نائب وزير العدل الصيني والوفد القضائي المرافق له للمغرب والمباحثات التي أجراها مع السلطات المغربية الاسبوع الماضي". وأعربت عائلات الضحايا، عن أملها في أن "تسفر هذه المباحثات عن تحرير جميع المغاربة المحتجزين وعودتهم سالمين كما صرحت بذلك سفارة جمهورية الصين الشعبية بالرباط". وناشدوا وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج "تنوير العائلات والرأي العام الوطني بخصوص موضوع احتجاز المغاربة بميانمار". وطالبت عائلات الشباب المحتجزين، "الحكومة المغربية بفتح تحقيق في مصير أزيد من 140 شابا مغربيا متواجدين حاليا في تايلاند تحت ذريعة التجارة الإلكترونية رفقة أحد المؤثرين المعروفين، والذي لا يتوانى هو وصديقه عن تكذيب العائلات والإعلام والديبلوماسية والاستهزاء بالموضوع بغية إقناع مزيد من الشباب والتغرير بهم ليجدوا أنفسهم ضحية عصابات دولية للاتجار بالبشر والجريمة الإلكترونية". اقرأ أيضا: عودة أربعة مغاربة مختطفين من لدى عصابات ميانمار وسط جهود حثيثة لتحرير البقية إلى ذلك، علمت جريدة "العمق" وفق معطيات حصرية، أن أربعة من الشباب المغاربة تم تحريرهم من قبضة عصابات إجرامية تنشط وعادوا إلى أرض الوطن. وأوضح مصدر الجريدة، أن هناك شابين آخرين في تايلاند، تمكنت المنظمة الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر في تايلاند من إنقاذهما وتولت مسؤولية إيوائهما، في انتظار تسليمهما إلى السلطات المغربية. وتم احتجاز عدد من المواطنين المغاربة من قبل عصابات إجرامية تعمل في ميانمار بالمناطق الحدودية مع تايلاند، بهدف استخدامهم في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية للجريدة سابقًا. وكانت النيابة العامة المختصة في الدارالبيضاء، قد أعلنت الأسبوع المنصرم عبر بلاغ للوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف، عن فتح بحث قضائي عهد به للفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الموضوع. وأفاد بلاغ للوكيل العام للملك بالدارالبيضاء، أنه تم الاستماع لبعض الضحايا وعائلات البعض الآخر منهم، لاسيما الذين تقدموا بشكايات في الموضوع، حيث أظهرت نتائج الأبحاث الأولية عن كون الأمر يتعلق بوجود شبكات إجرامية متخصصة في الإتجار بالبشر تنشط بالمناطق الحدودية لميانمار. وبحسب النيابة العامة المختصة، فإن تلك الشبكات توهم ضحاياها بإبرام عقود عمل بالمناطق المذكورة تحت غطاء عمل بشركات دولية للتجارة الإلكترونية، مقابل أجرة مغرية، غير أنه تبين أن ذلك كان فقط من باب النصب والتغرير بهم واستغلالهم عن طريق احتجازهم وإرغامهم على العمل في ظروف قاسية.