عبر السفير الفرنسي بالمملكة المغربية كريستوف، لوكورتيي، عن اهتمام بلاده، بالاستثمار في الطاقات المتجددة بالمغرب، معتبرا أن الأخير له آفاق واعدة في هذا الإطار، وأضاف المتحدف في ندوة له حول العلاقات المغربية الفرنسية، أن الجمهورية تعد من أهم المستثمرين بالمغرب، مشيرا إلى أن الأخيرة طالما كانت تقف إلى جانب مصالح المملكة المغربية. وأوضح كريستوف، في مداخلة له خلال ندوة نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، تحت عنوان، "العلاقات المغربية الفرنسية التحديات والآفاق"، أن فرنسا تعلم جيدا مدى أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، ما جعلها تستغل كل ثقلها داخل مجلس الأمن من أجل الدفاع عن المغرب، كما أنها دعمت منذ الوهلة الأولى للحل المقترح من قبل المغرب من أجل حل النزاع. وتابع أن ما يثبت هذا التوجه هو التصريح الأخير لوزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، الذي اعتبر أن قضية الصحراء مسألة وجودية بالنسبة للمغرب، مشيرا إلى أن استعمال هذا المصطلح "مسألة وجودية" سيتم لأول مرة، كما أنه جد قوي، واستعماله لم يكن بالأمر العبثي بل تم اخياره بعناية. استثمارات قوية وأبرز السفير الفرنسي أهمية العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، موضحا أن فرنسا تستثمر بشكل متزايد بالمغرب، علاوة على ذلك فالشركات الفرنسية بالمغرب تبقى جد كبيرة، مشيرا إلى أن الاستقرار والموقع الجغرافي والبنية التحتية بالإضافة إلى الجودة التي يتوفر عليها المغرب، كلها عوامل تجعل من المملكة شريكا مهما لها القدرة على استقطاب المزيد من الاستثمارات. وأشار كريستوف إلى أن المغرب استقطب السنة الماضية ما يناهز 31 بالمئة من الاستثمارات الأجنبية، و44 بالمئة من مصادرها كانت فرنسية، مؤكدا أن فرنسا تستثمر في قطاع السيارات داخل المغرب، حيث يتم تصنيعها داخل المملكة، وتصديرها إلى فرنسا من أجل بيعها. وشدد الدبلوماسي، على أن المغرب يعد البوابة نحو إفريقيا، ما يجعله عاملا أساسيا في التعامل مع باقي الدول الإفريقية، خاصة وأن كل المعاملات الاقتصادية اليوم تمر عبره.
الطاقات المتجددة واعتبر المتحدث أن فرنسا مستعدة للانخراط في الدينامية التي يشهدها قطاع الطاقات الخضراء بالمغرب، وخاصة فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر، حيث ستساهم المملكة في نقل الطاقة الخضراء لمجموعة من الدول. وشدد على أن المغرب يبقى أقرب بلد من أجل الحصول على الطاقات الخضراء مقارنة بدول أخرى، ك أستراليا، ما سيساعد فرنسا على التقليص من انبعاثات الغازات الدفيئة. وأوضح لوكورتيي، أنه من الممكن استثمار الخبرات التي يتمتع بها البلدان في المجال الفلاحي من أجل تقوية التعاون الثنائي في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بتبادل الخبرات، علاوة على ذلك، تواجه فرنسا مشكل نقص اليد العاملة في المجال الفلاحي عكس المغرب، وبالتالي يمكن استقطاب اليد العاملة المغربية، ما سيساهم أساسا في توفير فرص للشباب من أجل الاشتغال سواء داخل بلدهم أو خارجه. التأشيرة أضاف الدبلوماسي، أن البلدين تجمعهما علاقات إنسانية، خاصة وأن عدد المسلمين القاطنين بفرنسا يقارب 6 ملايين ونسبة كبيرة منهم إما مغاربة أو تربطهم علاقات بهذا البلد. واعتبر المتحدث، في مداخلته أن المغاربة لم يعاملوا بشكل جيد فيما يتعلق بملف التأشيرات، مستدركا بالقول، "تم حل الأمر والمغرب يبقى دائما استثناء حيث تم منح التأشيرة السنة الماضية ل 100 ألف مغربي، علاوة على تقديم 35 ألف بطاقة إقامة للمغاربة المقيمين بفرنسا". كما أن الرقم المسجل فيما يتعلق بعدد السياح الأجانب بالمغرب، الذي وصل ل 15 مليون سائح، فإن هذا الرقم يشمل تحديدا 5 ملايين سائح فرنسي، أو فرنسي مغربي. عالم متغير واعتبر السفير الفرنسي أن المغرب شريك أساسي بالنسبة للإتحاد الأوروبي، خاصة وأنه البوابة نحو السوق السمراء، مضيفا أن المغرب العربي اليوم يعيش مجموعة من التقلبات، والمغرب أضحى هو الأكثر تواصلا مع الجهات الفرنسية. وسلط المتحدث الضوء على ما أضحى يعيشه المجتمع الدولي من وضع متقلبا بداية من الحرب الروسية الأوكرانية، وما تعيشه دول الساحل بإفريقيا من تقلبات تهدد أدت إلى تفاقم مجموعة من الظواهر الخطيرة وعلى رأسها تجارة المخدرات، وصولا إلى اندلاع الحرب بين إسرائيل وفلسطين.