تتواصل ردود الفعل تجاه المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في شارع الرشيد شمال غزة، صباح اليوم الخميس، بعد استهداف آلاف الفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية، ما خلف مئات الضحايا. وفي الوقت الذي قال فيه جيش الاحتلال، إن مئات الفلسطينيين اقتربوا من قواته أثناء تسلّم مساعدات شمال غزة، ليرد الجنود بإطلاق النار، توالت ردود الفعل المحلية والدولية المدينة للمجزرة. وأعلن جيش الاحتلال أنه يُجري تحقيقا في الحادثة، لكن منظمة "أوكسفام" الخيرية عبرت عن "صدمتها إزاء التقارير التي تفيد بمقتل أشخاص في غزة أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية". المنظمة الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها، قالت إن "تعمّد إسرائيل استهداف المدنيين بعد تجويعهم يعد انتهاكا صارخا للقوانين الإنسانية الدولية وللإنسانية"، معتبرة أن "خطر الإبادة الجماعية بات حقيقة". من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية إلى الانعقاد العاجل واتخاذ ما يُلزم إسرائيل بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة. وطالبت الحركة في بيان لها، الدول العربية للخروج من مربع الصمت إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من جريمة إبادة، داعية الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم على التظاهر بشكل واسع تنديدا بالمذبحة. وحمّلت الحركة إسرائيل والرئيس الأميركي جو بايدن كامل المسؤولية عن مجزرة شارع الرشيد، وعن تصاعد حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني. وناشدت الحركة الدول العربية إلى الخروج عما سمّته "مربع الصمت" تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جريمة إبادة، والتنفيذ الفوري لقرار القمة العربية الإسلامية يوم 11 نونبر الماضي، الذي أكد على كسر الحصار وإدخال المساعدات الغذائية والطبية فورا لغزة. ودعت الحركة الشعوب العربية والإسلامية ومن سمتهم "أحرار العالم" للخروج بفعاليات ومظاهرات شعبية واسعة تنديدا بالمذبحة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وضغطا على الحكومات لاتخاذ مواقف فاعلة وقوية ضد إسرائيل. وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم وواجباتهم القانونية في وقف هذا القتل الجماعي للفلسطينيين، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوصيل المساعدات الغذائية الطارئة بشكل آمن للفلسطينيين في أنحاء القطاع كافة. واستهدف الاحتلال اليوم مجموعة من الفلسطينيين كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية في شمال غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 104 فلسطينيين وإصابة أكثر من 700 آخرين، بينهم إصابات خطيرة وحرجة، وفق وزارة الصحة بغزة. وأكدت الوزارة أن جرحى المجزرة وصلوا إلى جميع مستشفيات شمال غزة، التي كانت أعلنت خروجها عن الخدمة، مؤكدة أن المستشفيات تعالج إصابات خطيرة بإمكانات محدودة. وجراء القيود الإسرائيلية، بات سكان غزة -لا سيما في محافظتي غزة والشمال- على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، أن حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي تجاوزت 30 ألفا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، فيما تستمر القوات الإسرائيلية بشن غارات عنيفة على مناطق عدة في القطاع. وخلال الحرب على غزة، أخرجت إسرائيل 31 مستشفى من الخدمة بالقصف والتدمير والحرمان من الإمدادات الطبية والوقود من إجمالي 36، كما استهدفت 152 مؤسسة صحية جزئيا، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي.