تعيش العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية على صفيح ساخن عقب الأنباء التي تحدثت عن الاستقالة التي تقدم بها رئيس اللجنة المركزية للتحكيم، عبد الرحيم المتمني، نتيجة احتجاجات أغلب أندية البطولة الاحترافية على أداء الحكام المغاربة. وذكرت مصادر متطابقة أن عبد الرحيم المتمني قدم، صباح الثلاثاء، استقالته من رئاسة اللجنة المركزية للتحكيم بعد الضغوط التي مارستها مجموعة من الأندية في البطولة الاحترافية بقسميها الأول والثاني على أداء الحكام خاصة بعد استئناف منافسات البطولة بداية فبراير الجاري، في انتظار الحسم من قبل رئيس العصبة الاحترافية، عبد السلام بلقشور، في هذه الاستقالة. وجاءت استقالة المتمني من مهامه على رأس اللجنة المركزية للتحكيم بعد أشهر قليلة من تعيينه، ليتواصل ملسسل العشوائية داخل العصبة الوطنية لكرة القدم، بعد الانتقادات التي وجهت لهذه الأخيرة بسبب مشاكل البرمجة وتعييتات الحكام. وكانت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، قد عينت شهر أكتوبر الماضي، الحكم الدولي السابق عبد الرحيم المتمني، رئيسا للجنة المركزية للتحكيم، خلفا لسليمان البرهمي، الذي انتقل لرئاسة مديرية التحكيم الوطنية، الذي عوض بدورة المستقيل من منصبه محمد الكزاز. وفي تعقيبه على هذا القرار، تساءل الحكم السابق، والخبير التحكيمي محمد الموجه، "ترى ما الذي أجبر السيد رئيس اللجنة المركزية التحكيم على تقديم استقالته وهو الحديث العهد بالتعيين". وأضاف الموجه، في تدوينة أخرى عبر صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أن "العديد من الأمور ستتغير مستقبلا"، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة، جراء الاحتجاجات المستمرة من أندية البطولة الاحترافية. ومن جملة "العشوائية" داخل العصبة الاحترافية، هو ما شهدته مباراة الرجاء وحسنية أكادير من تعيين لثلاث حكام، حيث تم تعيين نبيل بنرقية لقيادة المباراة، ثم بعدها يتم تعويضه بالحكم عبد الرحيم الرخيز، وقبل المباراة بثلاث ساعات أوكلت المهمة للحكم ياسين بوسليم. وأثرت هذه التغييرات على تعيينات مباريات أخرى، إذ تم تعيين الحكمة بشرى كربوبي، لقيادة مباراة شباب المحمدية وأولمبيك أسفي، فيما عينت لجنة التحكيم نبيل برقية لمباراة الفتح الرياضي والمغرب التطواني. وسبق لرئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم الوطنية، عبد السلام بلقشور، أن عبر عن غضبه من أداء الحكام المغاربة ضمن منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم، وقال بلقشور في تصريحات إعلامية سابقة: "هناك أخطاء تحكيمية لا يمكن تقبلها وغير مقبولة من حكام حاملين للشارة الدولية". البرمجة تؤرق بلقشور شنت عدد من الفرق المغربية، خاصة فريق الرجاء الرياضي، غضبها على العصبة الاحترافية لكرة القدم بخصوص طريقة برمجة مباريات البطولة الوطنية، معتبرة أن العصبة "تحابي فرق على حسب أخرى"، ودقت ناقوس الخطر حول مدى احترام مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية المغربية. وفي هذا الصدد، كشف عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، عن الأسباب التي تفرض على الجهاز برمجة المباريات بشكل مزدحم ومتقارب إضافة إلى الطريقة التي سيتم التعامل بها مع المباريات المؤجلة في البطولة الاحترافية. وقال بلقشور، في تصريحات إذاعية، إن "هناك العديد من الإكراهات تؤثر سلبا على انسيابية البرمجة وطبيعتها التي تتميز بعدد أيام راحة معقول ومنطقي، وفق تعبيره، خاصة التأخر الذي عرفه انطلاق الموسم الرياضي الحالي والماضي كذلك". وأضاف بلقشور: "نعيش هذا الموسم حالة استثنائية، نرغب في إنهاء الموسم في 30 يونيو 2024 أو قبل ذلك، من أجل بدء الموسم المقبل في أجل معقول بسبب التزام المغرب بتسليم ملاعب كأس أمم إفريقيا قبل شهرين من انطلاق العرس القاري الموسم المقبل، سواء الملاعب الرسمية أو ملاعب التداريب". وزاد المتحدث نفسه: "نتفهم خرجات المدربين والذين يرون أن هناك ضغط في المباريات ونحن نعترف بذلك لكننا لا نخالف القانون ونحافظ على الفارق الزمني المطلوب بين المباريات، لكن من الناحية التقنية فهناك نقاش". وبخصوص تأجيل المباريات لكل من الوداد ونهضة بركان، أوضح بلقشور: يتناسى كثيرون بعض الاستحقاقات من اليوم إلى 30 يونيو، أي ما بين 120 و 130 يوما وهو ما يقارب 17 أسبوعا، سنستثني منها 2 مواعيد للتوقفات الدولية والتي ستستغرق في كل مرة 10 أيام إضافة إلى آخر مواجهتين للوداد ونهضة بركان في دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية والتي ستستغرق أسبوعين لأننا مجبرون على تأجيل المباريات". وزاد أيضا: " بخصوص المؤجلات، فنحن لا يمكن أن نواصل اللعب بنفس الفكر لأنه سنصل إلى 9 مؤجلات وهذا غير منطقي ولا يضمن مبدأ تكافئ الفرص، عندما سيصل الفريق إلى مؤجلين أو ثلاث على أقصى تقدير يجب أن يكون هناك تحديث وبالتالي إيقاف البطولة من أجل خوض المباريات المؤجلة".