تواصل ساكنة مدينة فجيج، ابتكار أساليب جديدة في الاحتجاج السلمي ضد تفويت قطاع الماء، وذلك بعدما خرجت آلاف النساء الفجيجيات بالحايك المغربي التقليدي، في مسيرة نسائية خالصة احتجاجا على قرار الجماعة المحلية. ورفعت النساء اللائي جُبْنَ شوارع فجيج على الأقدام، شعارات أمام مقر جماعة فجيج، ضد قرار انضمام الجماعة لمجموعة الجماعات "الشرق للتوزيع"، وهي شركة تأسست، استنادا إلى القانون الجديد المتعلق بالشركات الجهوية المتعددة الخدمات، حيث يخول لها تدبير عدد من المرافق الحيوية بالجماعات الترابية بجهة الشرق. وتواصل ساكنة فجيج، تشبثها بمطالبها الرافضة لتفويت مياه الواحة لشركة خاصة، معبرة عن تخوفها من حصول ارتباك في التزويد بالماء الشروب والزيادة في التسعيرة، إضافة إلى كون مدينة فجيج لها طابعها الخصوصي في ما يتعلق بتدبير قطاع الماء منذ نشأتها، وكذا لكون المدينة الحدودية تواجه تحديات الجفاف وقلة التساقطات المائية مما أثر على الواقع المعيشي في غياب موارد أخرى. وحول هذه المسيرات الاحتجاجية المتواصلة لقرابة 3 أشهر، اعتبرت كريمة دبشي رئيسة فرع فجيج للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، في تصريح لجريدة "العمق"، أن تفويت قطاع الماء لشركة خاصة "قرار مجحف ويهدد السلم الاجتماعي لمنطقة فجيج، باعتبار الواحة موروث ثقافي للساكنة، وأن الاحتجاجات المتواصلة رسالة للمسؤولين لتراجع عن قرارهم". ووفقا لتعبيرات الساكنة الغاضبة من القرار، فإن أكثر ما أثار حفيظة الفجيجيين، تراجع المجلس الجماعي عن رفضه الانضمام، بحيث كان قد صوت أعضاء المجلس، برفض تفويت قطاع الماء لشركة الشرق للتوزيع، في أول دورة عرض فيها الملف للتداول. إلا أنه ،وحسب المصادر نفسها، دفع لقاء بين رئيس الجماعة الترابية لفجيج ونائبين له، بعامل الإقليم، إلى لدعوة لدورة استثنائية تتضمن نقطة واحدة تتعلق بقرار الانضمام لشركة الشرق للتوزيع، وهو ما تم خلال الدورة، بتصويت 9 أعضاء لصالح القرار مقابل رفض8 أعضاء. وكان رئيس مجلس جماعة فجيج، عبد النبي عافي، قد أوضح في تصريح لجريدة "العمق"، أن لقاءه بعامل إقليم فجيج، كان بمثابة "تبديد للمخاوف" وإقناع بالتراجع عن قرار الرفض. وأشار إلى أنه وأعضاء المجلس قرروا التراجع عن قرار رفض انضمام المجلس لشركة الشرق للتوزيع، بناء على توضيحات وتفسيرات عامل الاقليم لعدد من النقاط. وعبر المسؤول الجماعي، عن تشبته بقرار الانضمام لمجموعة الجماعات المحلية التي انضمت لشركة الشرق للتوزيع، مشيرا إلى أنه مهتم بمصالح الساكنة ويدافع عنها أيضا، كما وجه أصابع الاتهام لمن وصفهم ب"المشوشين على عمل المجلس وناشري المغالطات".