أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، الأربعاء بمراكش، مباحثات ثنائية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، تطرقا فيها لتطوير العلاقات الثنائية ومستجدات قضية الوحدة الترابية للمغرب، وكذا القضايا الدولية والإقليمية وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أكد الموقف الثابت للمغرب بخصوص الحرب الأوكرانية المبني على دعم الوحدة الترابية للدول والحرص على الحلول السلمية. أفاد بوريطة في ندوة صحافية عقب المباحثات التي جرت على هامش منتدى التعاون الروسي العربي المنظم بمراكش، أنه تباحث مع وزير خارجية روسياقضية الصحراء المغربية باعتبارها قضية تعرض على مجلس الأمن الذي تعد روسيا عضوا دائما فيه، وتم الحديث أيضا عن الموقف الروسي من هذه القضية دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل. وأبرز أن المغرب "يرى دائما في روسيا شريكا يمكنه التعامل إيجابيا في عدة قضايا"، وأن المباحثات الثنائية كانت "فرصة مرة أخرى لتجديد المرجعية الأساسية للعلاقة الثنائية والتي هي إعلان الشراكة"، وأن الحوار بينه وبين لافروف "دائم ومتواصل في العديد من القضايا ويكون دائما صريحا وواضحا". وقال بوريطة إنه تحدث مع لافروف عن الوضع في أوكرانيا وجدد الموقف المغربي الثابت منذ البداية، وهو "دعم الوحدة الترابية للدول وسيادة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة وإعلاء الحوار وسياسة حسن الجوار ودعم الحلول السلمية لكل النزاعات في إطار قرارات الأممالمتحدة"، مشددا على أن "موقف المملكة المغربية مبني على ثوابت ومرجعات". كما تدارس الطرفان "قضايا أخرى مثل ليبيا والساحل والتي تهم روسيا كما تهم المغرب من منطلق الجوار والدور المهم الذي تقوم به المملكة بقيادة الملك سواء الملف الليبي أو الساحل أو القارة الإفريقية ككل "، على حد قول الوزير المغربي. وسجل بوريطة أن "العلاقات المغربية الروسية تاريخية عمرها أكثر من قرنين، وتطورت بشكل كبير بعد اللقاءات بين الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين، وتوجت بإعلان الشراكة الاستراتيجية في 2002 والشراكة المتجددة في 2006". وشدد على أن شراكة الاستراتيجية "أعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية وهيكلت القطاعات التي تعرف تعاونا، وأعطت أفقا إيجابيا وطموحا للعلاقات الثنائية"، مشيرا إلى أن عام 2024 سيكون الذكرى 65 للعلاقات الثنائية وأنه مناسبة "لرؤية أين وصلنا وتحقيق الكثير". وجدد التذكير بكون المغرب يعد "الشريك التجاري الثالث لروسيا في القارة الإفريقية"، وأن هذه الشراكة "تطورت الشراكة بشكل كبير رغم الظروف الأخيرة". وتابع "العام المقبل سنعقد اجتماع اللجنة المشتركة في روسيا وسيكون مناسبة لتوقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية الجاهزة التي تعزز الحوار السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين والتي تطور التعاون في مجالات متعددة مثل الطاقة والمعادن وغيرها". وأشار إلى أن البلدين تجمعهما علاقات تقليدية مهمة في مجال الفلاحة والصيد البحري، وأن هذه العلاقات تعرف تطورا كبيرا.