أفادت صحيفة "مغرب أنتلجنس" في خبر حصري، باستبعاد المسؤولين المركزيين في المخابرات والقادة العسكريين الجزائريين عن الاجتماع الذي نظم الأحد الماضي في قصر المرادية الرئاسي بالجزائر العاصمة، بين الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان. وحسب بيان رئاسي، فقد حضر اللقاء مدير ديوان رئاسة الجمهورية ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وسفير الجزائربباريس. وقالت الصحيفة إن هذا الاستبعاد جاء في آخر لحظة، إذ إن رؤساء المديريات المركزية للمخابرات الجزائرية، ولا سيما الاستخبارات الداخلية والخارجية، سبق أن وجهت لهم الدعوة لحضور هذا الاجتماع، قبل أن تلغى مشاركتهم في المقابلة مع دارمانان في اللحظة الأخيرة دون تقديم أي تفسير، وفق ما جاء في خبر الصحيفة. وأضاف المصدر: "وهكذا، طُلب من الجنرالين مهنا جبار وجمال كحال مجدوب أن "ينسيا" رحلتهما إلى قصر المرادية، في الوقت الذي بدأ الوفد الفرنسي، بقيادة دارمانان، يوم الأحد 5 نونبر مباحثاته مع كبار المسؤولين الجزائريين، ضمنهم فائد الشرطة الجزائرية وأعضاء في ديوان تبون". وتابعت الصحيفة بالقول: "وقد أثار هذا الاستبعاد لرؤساء الأجهزة الاستخباراتية الكثير من علامات الاستفهام في الجزائر العاصمة، لأنه كان من المفترض أن يتطرق دارمانان إلى بعض الملفات الحساسة التي تقع ضمن اختصاص المديرية العامة للأمن الداخلي؛ جهاز المخابرات الفرنسي المتخصص الوحيد الذي يقدم تقاريره إلى وزارة الداخلية". وبحسب مصادر مغرب-أنتلجنس، فإن هذا الإقصاء يجد تفسيره في الخلافات العميقة بين حاشية تبون وقيادات المخابرات الجزائرية حول طريقة إدارة العلاقات الفرنسية الجزائرية وقضاياها. كما أن الرقابة والتنصت الذين تمارسهما الأجهزة الجزائرية على الاتصالات بين تبون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يثيران استياء شديدا وسط العائلة الرئاسية في الجزائر، التي تبني علاقة متناقضة مع باريس، وتحدد أولويتها الوحيدة في الحصول على دعم صريح من باريس لاستدامة واستمرارية نظام تبون. وقالت صحيفة "مغرب أنتلجنس" إن هذا الحادث قد يؤشر على بداية خروج الصراع بين حاشية الرئاسة والجيش من الخفاء إلى العلن.