يرخي التقارب الدبلوماسي بين الرباط ومدريد بارتداداته العكسية في الداخل الجزائري، إذ شكل الدعم الاسباني للمغرب في مقترح الحكم الذاتي، وفق ما أوردته صحيفة "جون أفريك" بمثابتة الضربة القاسمة في جسد جهاز المخابرات الخارجية للجزائر، ما اضطر الرئاسة هناك، إلى اعتماد تغيير في هيكلتها وإعفاء بعض من مسؤوليها الكبار. وأكدت المجلة الفرنسية أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قرر إعفاء الجنرال نورالدين مقري الملقب ب"محفوظ البوليساريو" ونائبه حسين الملقب ب حسين بولحية من مهامهما على رأس المديرية العامة للتوثيق والأمن الخارجي للجزائر.
وعنونة المجلة في تساءل عريض " لماذا استبدل عبد المجيد تبون مدير المخابرات الخارجية؟"، قبل أن تضيف في سياق المقال أن الجهاز لم يتوقع أن تدعم إسبانيا خطة الحكم الذاتي للصحراء التي اقترحها المغرب.
في المقابل، تم تعيين الجنرال جمال كحال، المعروف باسم مجدوب، في خطوة تحمل في طياتها من الجدل الكثير، على اعتبار أن الرجل سبق له التورط في فضيحة كبرى، تتعلق بمحاولة رجال محسوبين على جهازه ليلة ال16 إلى 17 يوليوز عام 2015، حوالي الساعة الرابعة فجرا، اقتحام المقر الطبي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على الساحل الغربي للجزائر العاصمة، قبل أن يفروا عندما أطلق الحرس الرئاسي الرصاص. لذلك فإن إعادة اندماجه تبدو وكأنها إعادة تأهيل، تختتم المجلة الفرنسية، المختصة في الشؤون الإفريقية.
ويعتبر الجنرال مجدوب مقربا من الجنرال توفيق المدير السابق لدائرة المخابرات والأمن. تم تعيينه على رأس المديرية العامة لحماية الأمن الرئاسي بين عامي 2005 و2015. ثم تم طرده وحكم عليه في عام 2015 بالسجن ثلاث سنوات في إطار "قضية زرالدة".