في شهر ماي من سنة 2021، أعلنت مجموعة هولماركوم عن توقيع اتفاق لاقتناء حصة أغلبية ب 51 في المائة من شركة The Monarch Insurance الكينية. وقع هذا الاتفاق، يوم 23 ماي 2021، من طرف الرئيس المدير العام لمجموعة هولماركوم، محمد حسن بنصالح من جهة، ومن طرف الرئيس المدير العام للمجموعة الكينية "كامو" Kamu، هون جاريد كانكاونا من جهة ثانية. وبعد مرور أزيد من عامين على إتمام هذه الصفقة وتولي مجموعة هولماركوم مراقبة وإدارة شركة The Monarch Insurance باعتبارها تملك أغلبية الأسهم، يطرح السؤال حول تحقق الأهداف المسطرة من وراء عملية الاقتناء؟ وهل كانت الصفقة ناجحة من الناحية التجارية والمالية؟ ذيل التصنيف تشير معطيات توصلت بها العمق، إلى أن وضعية الشركة الكينية The Monarch Insurance تثير الكثير من الترقب والشك سواء من حيث الأداء والنتائج أو من حيث وضعيتها في سوق التأمينات بكينيا، ويظهر ذلك جليا عند العودة إلى تصنيف شركات التأمين في كينيا سواء على مستوى فرع التأمين على الحياة أو التأمين على غير الحياة. فشركة التأمين The Monarch Insurance الكينية التي تملك فيها مجموعة هولماركوم 51 في المائة، تتذيل ترتيب تصنيف شركات التأمين، وفق تصنيف نشرته مواقع متخصصة من مثل مجلة " atlas magazine". وبحسب المعطيات التي نشرتها المجلة نفسها، لم تتجاوز حصة الشركة في سوق التأمين على الحياة 0.04 في المائة خلال سنة 2022، فيما لم يتعد رقم معاملاتها في هذا الفرع 904 ألف دولار مسجلا تراجعا عما حققه في سنة 2021 حين سجل 952 ألف دولار، وفي باقي المستويات تتذيل الشركة قائمة تصنيف شركات التأمين في كينيا، فيما لم تنشر معطيات مالية أخرى في بعض السنوات. صفقة أم ورطة؟ أفادت مصادر العمق، أن صفقة اقتناء حصة أغلبية ب 51 في المائة من الشركة الكينية The Monarch Insurance ، تمت دون الترتيبات اللازمة والضرورية في مجال الصفقات من مثل هذا الحجم. وأوضحت المصادر ذاتها، أن الدراسة التي قامت بها مجموعة هولماركوم أشرف عليها مسؤولون داخل المجموعة غير ملمين بطبيعة السوق الكيني، وحتى دراسة السوق التي أنجزت وما يتعلق بها من محاور أخرى مثل المخاطر المتوقعة وجدوى الصفقة، فقد تمت هي الاخرى دون تحليل دقيق ومعمق لطبيعة وخصوصية سوق التأمينات في كينيا، وكذا وضعية الشركة المعنية قبل اقتناءها. واعتبرت المصادر أن عملية الاقتناء التي تمت في ماي 2021، شابها نوع من التسرع ، ووصفتها بورطة وقعت فيها مجموعة هولماركوم، بدل أن تكون صفقة ناجحة. وتستدل المصادر نفسها على هذا القول بالنتائج غير المرضية التي تحققها الشركة في السوق الكيني. هذا دون الحديث عما تطلب ذلك من تحويلات مهمة من العملة الصعبة مقابل اقتناء هذه الحصص. اتصلت العمق بمجموعة هولماركوم، حيث وعدت المجموعة عبر مصلحة التواصل لديها، بالرد على الأسئلة الموجهة إليها بهذا الخصوص، ولم تتوصل الجريدة بأي رد.