أولا: التحديات المطروحة والمقاربات الممكنة انطلق اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع يوم الجمعة 19 ماي 2023 بهيروشيما باليابان. واستمر ثلاثة أيام، والدول المشكلة لهذه المجموعة هي: كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا والمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والممثل السامي للاتحاد الأوربي. وبناء على تشخيص عالمي من قبل هذه الدول حددت مجموعة من التحديات آخذة بعين الاعتبار مخلفات كوفيد.19 والكوارث المستمرة نتيجة الحرب الدائرة بين كرواتياوروسيا. ومن أهم هذه التحديات ما يلي: التغيرات المناخية، التلوث البيئي، فقدان التنوع البيولوجي، المشاكل الصحية، الأمن الغذائي، الطاقة، دعم النظام الدولي الحر، سيادة القانون، احترام ميثاق الأممالمتحدة. بناء على هذه التحديات تطرق بيان وزراء خارجية هذه الدول على مجموعة من المقاربات للإشكالات المطروحة. نذكر أهمها فيما يلي: ركزوا على الوحدة، وحسن التموقع الاستراتيجي، وتعزيز العمل الجماعي، ومواجهة كل التهديدات، وأهمها مواجهة روسيا والدعم غير المشروط لأوكرانيا. ودعم الشراكات العالمية بناء على القيم التالية: الانفتاح والشفافية والمرونة والاستدامة وتبني مبدأ الكرامة كأساس لمنظومة حقوق الإنسان، ودعم الفئات الأكثر ضعفا، وتعزيز الأمن البشري، وبناء مجتمع عالمي، داعين الجميع إلى الالتحاق به، والعمل سويا من أجل مستقبل الازدهار والأمن. إن تعزيز الأمن والسلام فرض على المجموعة إدانة روسيا التي تنتهك القانون الدولي، ودعم قرار الجمعية العامة بفبراير2023، وميثاق الأممالمتحدة. وإدانة استعمال الأسلحة النووية، والبيولوجية، والكيماوية التي توقفت رسميا منذ 1945.كما دعت إلى الهدوء والانفتاح بالمحيط الهندي والمحيط الهادئ. والتنسيق بين المجموعة ورابطة دول جنوب شرق آسيا والدول الأعضاء فيها. كما شددت على قوة المقاربة للدول الداعمة لروسيا وتعني بالخصوص الصين. لذلك أكدت على التفاهم مع هذه الدولة التي لها تأثير على صناعة السياسة العالمية. ثانيا: القطبية العالمية والتموضع المغربي إن الصين في نفس اليوم التي عقدت فيه المجموعة الصناعية السبع لقاءها بهيروشيما، اجتمعت مع دول آسيا الوسطى لمناقشة استراتيجية التنمية بهذه الدول. بناء على السيادة والاستقلال والأمن وسلامة الأراضي. في مواجهة تامة للإرهاب، والتغييرات الكبرى التي يعرفها العالم مع إعطاء معنى للعالم والأجيال بناء على منطق التلاقح. لقد وجهت الدول الصناعية السبع تحية إلى مراكز الفكر الداعية إلى الانفتاح العالمي. وتعزيز السلم والاستقرار وخدمة منظومة حقوق الإنسان. وهذا متناقض حسب تقويم المجموعة ما تقوم به كوريا الشمالية باستعمالها للصواريخ الباليستية غير القانونية. والتي تهدد الاستقرار وتعمق الأزمة الإنسانية، واعتبرت الاستقرار بأفغانستان مهددا. نظرا للوضع الاقتصادي المتدهور، والحياة السياسية هناك. وعبرت عن قلقها من السلاح النووي بإيران الذي يهدد الاستقرار بالمنطقة. وطالبت بالتعاون من اجل السلام والاستقرارفي الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا. بناء على ما ذكر، أكدت الدول الصناعية السبع على أولبة الأمن والاستقرار، وتحقيق حل الدولتين بالنسبة للصراع بين فلسطين وإسرائيل. ودعم الوضع التاريخي للقدس. والأونروا، ودعم مقاربة الأممالمتحدة باليمن، وليبيا، ودعم الاقتصاد التونسي، وتبني القرار الأممي 2245، ودعم الشعب السوري وإعادة الاعمار. والتضامن مع تركيا وسوريا في الحد من النتائج الوخيمة للزلزال. كما دعت إلى سيادة دول آسيا الوسطى. وتنميتها اقتصاديا واجتماعيا، والاهتمام بمقاربة النوع والتمكين للمرأة، والاهتمام بحقوق الإنسان. ودعت المجموعة إلى التعاون مع الاتحاد الإفريقي، وتمكينه من التمثيل في المحافل الدولية. ومواجهة الإرهاب، وتثبيت الاستقرار بمنطقة الساحل. والانتصار للاختيار الديمقراطي، مع اعتماد انتخابات نزيهة وحرة وشفافة. كما أكدت على التعاون مع شركاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. خلصت الدول الصناعية السبع على العمل سويا من أجل ما يلي: -نظام دولي حر ومنفتح. -الحكامة العالمية. -بناء السلام وحفظه. -نزع السلاح وعدم الانتشار. -المرونة الاقتصادية والأمن الاقتصادي. -تمويل التنمية والبنية التحتية. -الأمن الالكتروني. -مكافحة التدخل الأجنبي. -الطاقة والأمن والبيئة. -المساعدات الإنسانية. -الصحة العالمية. -المساواة بين الجنسين. -الحد من مخاطر الكوارث. ونتمنى أن تكون محطة هيروشيما محطة تأمل واعتبار وهذا ما تسعى اليابان إلى التأكيد عليه. قد نتفق مع مخرجات لقاء الدول الصناعية السبع أو نختلف ولكن نؤكد على أن هذه الدول استغرق لقاؤها ثلاثة أيام بهيروشيما من أجل رسم معالم نظام دولي جديد، ونقارن هذه المقاربة بما نقوم به نحن في منطقتنا. كما نلاحظ الصراع الخفي بين قطبي الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة والصينوروسيا من جهة ثانية. والسؤال الجوهري أين نتموقع نحن عالميا؟ والمغرب له علاقة جيدة مع القطبين معا ويجب استثمار هذه العلاقة من أجل البناء التنموي والتموقع الدولي اللائق ببلادنا. من خلال التوازن في التعامل بين القطبين، والتضامن مع الجميع مع الأخذ بعين الاعتبار التحولات العالمية. وتبني برامج الأمن والاستقرار، والمساهمة فيها بكل فعالية. لأن قواعد اللعبة تتغير عالميا. والاستمرار في الإقلاع الصناعي. والبحث عن الوسطية والاعتدال في الشأنين الديني والدبلوماسي. إن المقاربة الصحية التي اعتمدت في فترة كوفيد. 19 يجب أن تتطور بشكل كبير ويصبح الاهتمام بالصحة من أولى الأولويات. لان العطب عندنا بالأساس في البعد الاجتماعي للأسف الشديد رغم المجهودات التي تبذل. كما يجب علينا تطوير بنياتنا النووية لأهداف سلمية. مستثمرين ما نملكه من طاقات بديلة ومكانة عالمية محترمة على مستوى عائدات الفوسفاط. كما يجب استثمار الشريط الساحلي في إنتاج الثروة. وانعكاسها على البنية الاجتماعية. وتطوير آلياتنا التجارية مستغلين في ذلك علاقاتنا الدولية المتميزة. نتمنى أن تكون اللقاءات الدولية محطات للتتبع من أجل الرفع من قيمة ما يجري في العالم. كل هذا سيضيف إضافات نوعية لاختيارات بلادنا التواقة إلى مستقبل أفضل، ولن يتم إلا باحترام ثوابت الأمة الجامعة الواردة بالدستور، والمقتضيات الأخرى لأننا لم نستثمر بعد، المقتضيات الراقية للدستور التي جاءت نتيجة تلاحم بين المؤسسة الملكية والشعب. وهي ثورة ملك وشعب متجددة في الزمان والمكان. فهل نتوفر على الإرادة السياسية القادرة على حسن التموقع العالمي أكبر مما نحن عليه اليوم؟