تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في اليومين الأخيرين، صورا يزعمون من خلالها زواج الملياردير والمدير التنفيذي ل"تويتر" وشركة "تيسلا" و"سبيس إكس"، الكندي إيلون ماسك، بأنثى روبوت قام بتصنعيها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بشخصية ومواصفات فتاة أحلامه، وأطلق عليها اسم "كاتنيلا". والحقيقة أن الخبر لا أساس له من الصحة، والصور المنتشرة هي معدلة بتقنية الذكاء الاصطناعي AI. بعد البحث العكسي، توصلت جريدة "العمق"، إلى أن الخبر مجرد خبر كاذب، روجت له مجموعة من الصفحات على منصة "فيسبوك"، وهو ما أدى إلى تضليل فئة كبيرة من الرواد، واعتقدوا أن الخبر صحيحا وتفاعلوا معه بكثرة. بالرجوع إلى حسابات إيلون ماسك على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا تويتر الذي يعد نشيطا عليه منذ شرائه للشركة، لم تجد الجريدة أي منشور يعلن فيه أنه تزوج ب"كاتنيلا"، الروبوت الأنثى التي صممها بنفسه. إضافة إلى ذلك لم يتفاعل بالنفي أو التأكيد أو بالاعجاب أو بإعادة نشر أي تغريدة تتحدث عن الموضوع، وبالتدقيق في الصور المنشورة، نلاحظ أنها تختلف فيما بينها، ومن بين هذه الاختلافات نجد تغير لون وتسريحة شعر الفتاة الآلية، وأيضا اختلافا في ملامح ماسك، الذي ظهر في إحدى الصور بجسد مترهل، ثم في أخرى بجسد نحيف أقرب ما يكون لهيئته الواقعية. الخطر الداهم وعلاقة بالموضوع، ومع الانتشار المتزايد لصور ومقاطع الفيديو المفبركة، يحذر الخبراء من خطورة الذكاء الاصطناعي مستقبلا، خصوصا وأن الناس يثقون بما يرونه، وأن نتائج AI تكون أقرب إلى الحقيقة، فلن يكون بمقدور الأشخاص العاديين وغير متخصصين في مجال التدقيق الرقمي التفريق بين صحة أو كذب هذه النتائج. وكانت صحفية "واشنطن بوست" كشفت عن تخوف مجموعة من الخبراء من التطور المتزايد لهذه الأنظمة الالكترونية، مشيرة إلى أنهم يشعرون بالقلق من هذه الصور والمقاطع التي من شأنها أن تسبب مجموعة من الأضرار، كاستعمالها في سرقة أعمال الفنانين دون المراعاة لحقوق النشر والتأليف. بالإضافة إلى استخدامها في تصميم صور مزيفة يتم استغلالها في التنمر وممارسة العنف الرقمي، وقد يصل الأمر إلى الابتزازات والمضايقات، كما أنها تساهم بشكل كبير في نشر وترويج الأخبار الزائفة والمضللة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بصور للمشاهير والشخصيات العامة. بدوره، حذر العالم والبروفيسور البريطاني، ستيوارت راسل، وهو رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، من خطورة التطور الكبير لهذا المجال في ظل غياب الرقابة عليه، مشبها إياه بالغزو الفضائي، الذي قد يؤدي إلى "نهاية البشرية"، على حد قوله. يشار إلى أن أغلب هذه المواقع والتطبيقات، تعمل بنظام تلقي الأوامر بشكل مكتوب، فكل ما يتطلبه الأمر هو كتابة المعلومات والتفاصيل التي تريد أن تكون في الصورة، وهو سيقوم في بعض ثواني بتزويدك بالصور التي تريد، وأحيانا تكون نتائجها أقرب للحقيقة، وهذا ما يصعب على المتلقي العادي التفريق إن كانت حقيقية أم مفبركة.