يخوص العداء المغربي والبطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي مساء غد الجمعة أول سباق في 3000 متر موانع، خلال الموسم الحالي بالمشاركة في ملتقى العاصمة القطرية الدوحة، ضمن الجولة الإفتتاحية لمنافسات العصبة الماسية لألعاب القوى. وسيخوض البقالي، المتخصص في سباق الموانع، سباق 3000 متر مستوية لغياب مسافة اختصاصه (3000 متر موانع) من برنامج منافسات لقاء الدوحة، بوجود منافسة قوية من وصيفه في بطولة العالم والأولمبياد العداء الإثيوبي لاشيما جيرما الذي بدأ موسمه هذا العام بشكل مثير. الإشباع الكاتب والصحفي المختص بالشأن الرياضي، يونس الخراشي، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن من بين مميزات سفيان البقالي، بغض النظر عن جانب اللياقة البدنية والخبرة، "هناك ميزة مهمة جدا هي الجلد؛ أي القدرة على التحمل، وهي ميزة كانت عند عدد من الأبطال المغاربة، وهي ثمار للمدرسة المغربية"، مشيرا إلى أن مسار البقالي "يضعنا كمتتعبين أمام حالة خوف من أن يصل إلى مرحلة الإشباع". وأضاف الخراشي، "البقالي أظهر قوة ذهنية جعلته لا يصل إلى مرحلة الإشباع ودائما يطمح إلى تحقيق المزيد من الألقاب، وأن الميدالية الذهبية لا تضع أمامه كوابح في مساره، وبالتالي المنتظر من سفيان البقالي أن يزيد في إظهار هذا الجانب الذي تميز به أبطال مغاربة أمثال سعيد عويطة وصلاح حيسو وهشام الكروج". وتابع الإعلامي الرياضي، "تتبعت تداريب سفيان البقالي. الرجل منضبط في التداريب، لا يتهاون، وهي كلها مؤشرات دالة على أنه يريد تحقيق المزيد، وقد يضع أمامه تحقيق ميدالية أولمبية جديدة وهذا سيكون سابقة في ألعاب القوى المغربية". المرعب لاشيما بات العداء الإثيوبي جيرما لاشيما يهدد عرش البطل الأولمبي سفيان البقالي في سباق 3000 متر بعد تحطيمه للرقم القياسي العالمي في سباق 3000 متر في لقاء ليفين الفرنسي، الذي يدخل ضمن السلسة الذهبية لدوري ألعاب القوى العالمية. القوة الصاعدة جيرما لاشيما سيكون أبرز خصوم البقالي في الجولة الإفتتاحية من العصبة الماسية بعدما سجل أسرع توقيت عالمي في سباق 3000 متر داخل الصالة، برقم قياسي مذهل بلغ 7.23.81د في ملتقى ليفين لألعاب القوى بفرنسا. وسيكون البقالي كأول عداء ينزل عن سقف 7.24 د في تاريخ السباق، ناسخا أحد أصعب الأرقام العالمية داخل الصالات بأكثر من ثانية و الذي ظل قائما لمدة 25 عاما، وكان مسجل بإسم العداء الكيني دانييل كومان، ليعطي إشارة بأنه سيكون هذا العام أحد النجوم الكبار الذينتتجه لهم الأنظار في مضامير ألعاب القوى. وكان لاشيما قد حل وصيفا للبطل الأولمبي سفيان البقالي في مونديال يوجين الصيف الماضي، ووصيفا كذلك لبطل العالم داخل الصالات في سباق 3000 متر ببلغراد العام الماضي، كما فاز أيضا بفضية أولمبياد طوكيو في سباق الموانع، و فضية في مونديال الدوحة 2019. كوكبة النجوم الجولة الإفتتاحية من العصبة الماسية ستعرف مشاركة أبرز العدائين في هذا التخصص ضمنهم الأثيوبي ساليمون باريغا، البطل الأولمبي في مسافة 10000 متر، والكيني تيموثي تشيريوت، البطل العالمي السابق في مسافة 1500 متر وبطل العالم للصالات المغلقة 3000 متر. وستكون كوكبة الأبطال معززة بكل من الإثيوبي يوميف كبجيلشا بطل العالم مرتين في سباق 3000 متر داخل الصالات (2016. 2018)، وحامل الزمن العالمي لسباق المايل داخل الصالات، بالإضافة إلى الأوغندي أوسكار تشليمو، صاحب برونزية مونديال يوجين في سباق 5000 متر. وسيعرف السباق الذي يحظى بمواكبة إعلامية كبيرة مشاركة قوية للأبطال من ضمنهم الكيني إسماعيل كيبكوروي، بطل العالم لإختراق الضاحية تحت 20 سنة. الإستثناء المغربي شكل اللقب العالمي للعداء المغربي سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع خلال منافسات بطولة العالم، التي أقيمت في يوجين بالولايات المتحدة، نقطة مضيئة في ظل النتائج المتباينة لألعاب القوى الوطنية على المستويين القاري والعالمي. وكسر البقالي، البطل الأولمبي في سباق 3000 م موانع في طوكيو، الهيمنة الكينية على هذه المسافة، وكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجل أبطال المسابقة. وأصبح البقالي، من دون شك، بعد هذه الإنجازات، حامل مشعل ألعاب القوى المغربية في السنوات الأخيرة، كما أنه الوحيد الذي صعد إلى منصة التتويج في يوجين، تماما كما حدث في أولمبياد طوكيو الأخيرة، حيث ظلت التخصصات الأخرى بعيدة عن الأضواء. واستطاع البقالي بزمن قدره 8 د و25 ث و 100/13، إنهاء هيمنة العدائين الكينيين ب 7 ألقاب عالمية متتالية، آخرها تعود إلى كونسلسوس كيبروتو، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ سنة 1991 التي تغيب فيها كينيا عن أول مركزين. كما كانت أول ميدالية ذهبية مغربية في بطولة العالم لألعاب القوى منذ تتويج جواد غريب في الماراطون خلال نسخة هلسنكي 2005، ليصبح المغربي الوحيد الذي صعد إلى منصة التتويج في بطولة العالم في لندن 2017 (فضية)، ثم في الدوحة 2019 (برونزية).