يُواصل قطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب، إغراء المزيد من المستثمرين الأجانب، خصوصا وأن المملكة تتوفر على إمكانات واعدة في مجال الطاقة المتجددة، حيث أكدت صحيفة "جون أفريك" نقلا عن مصدر مطلع، أن حوالي 20 تحالفا ضمنهم 15 تحالفا جادا للغاية خاصة من أوروبا وآسيا عبروا عن اهتمامهم وقدموا طلباتهم للاستثمار في هذا المجال. ونقلت الصحيفة الفرنسية، عن بدر إيكن، المدير العام السابق لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة التابع لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، قوله إن الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، بما في ذلك الأمونيا الخضراء، التي يمكن توجيهها للتصدير أيضا، تعتبر فرصة عظيمة للمغرب. وأضاف إيكن، الذي يشغل حاليا نائب رئيس لجنة التنافسية الطاقية والاقتصاد الأخضر في "الباطرونا"، أن المغرب يتوفر على إمكانات مهمة تجمع بين أكثر من 3 آلاف ساعة من أشعة الشمس، وطاقة ريحية تتجاوز 70 بالمائة، وهو ما سيمكن إنتاج كهرباء نظيفة ومنخفضة التكلفة ما يقرب من 24 ساعة في اليوم. وبحسب خارطة طريق الهيدروجين الأخضر التي أعلنت عنها وزارة الطاقة سنة 2021، فإن المغرب يمكنه أن يعتمد على البنية التحتية المينائية والغازية المتصلة جيدا بالمحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط لإنشاء منصة لوجستية لتصدير الهيدروجين الأخضر ومنتجاته إلى أوروبا. الرابع عالميا ويحتل المغرب المرتبة الرابعة ضمن قائمة الدول المرشحة لأن تصبح منتجة رئيسية للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، وذلك وفق تصنيف الوكالة الدولية للطاقات المتجددة "آيرينا". وتوقع تقرير الوكالة الذي حمل عنوان "الجغرافيا السياسية لتحول الطاقة.. عامل الهيدروجين"، أن يغطي الهيدروجين المتوقع إنتاجه انطلاقا من المغرب، حوالي 12 بالمئة من استخدام الطاقة العالمي. ووفقا لدراسة نشرها مركز أبحاث "المجلس الأطلسي"، فإن المغرب يحتل مكانة تؤهله ليصبح رائدًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة شمال أفريقيا، موضحة أن لديه قدرة على تحقيق مركز متقدم مع 4 دول أخرى واعدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم. كما كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة "أورورا إنرجي ريسيرش"، أن استيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب سيكون أكثر جدوى اقتصادية من الإنتاج المحلي في أوروبا بحلول عام 2030. طلب متنام يقدر الطلب الوطني على الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وفق خارطة طريق الهيدروجين الأخضر التي اعتمدها المغرب، في حدود 4 تيرا واط ساعة في السنة ( 1 تيرا واط ساعة يعادل 1000 جيغا واط ساعة)، في سنة 2030 وبقدرة تصل إلى جيغا واط من مصادر الطاقة المتجددة. وسيرتفع هذا الطلب في سنة 2040 إلى 22 تيرا واط ساعة بقدرة تصل إلى 12 جيغا واط، وسيصل الطلب الوطني على الهيدروجين الأخضر في سنة 2050 إلى 40 تيرا واط ساعة بقدرة 20 جيغا واط. فيما يقدر الطلب عند التصدير في 10 تيرا واط ساعة في سنة 2030 بقدرة تصل إلى 6 جيغا واط من مصادر الطاقة المتجددة. وسيرتفع هذا الطلب وفق التقديرات إلى 46 تيرا واط ساعة في سنة 2040 بقدرة تصل إلى 25 جيغا واط، ثم سيرتفع الطلب عند التصدير في سنة 2050 إلى 115 تيرا واط ساعة، بقدرة تصل إلى 60 جيغا واط. ويقدر الاستثمار المتراكم، وفق خارطة الطريق ب 90 مليار درهم في أفق 2030 فيما يقدر الاستثمار في سنة 2050 ب 760 مليار درهم.