حظيت الحلقة الأولى للمسلسل الدرامي الاجتماعي "عايشة" الذي أشرفت السيناريست المغربية فاتن اليوسفي على قصته وكتابة السيناريو الخاص به، (حظيت) بتفاعل كبير من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين سارعوا بعد انتهاء حلقته التي عُرضت مساء أمس الإثنين على شاشة القناة الأولى، إلى إبداء رأيهم حوله في كثير من المجموعات "الفيسبوكية" والصفحات الفنية على "انستغرام". وعبر عدد كبير من النشطاء الإلكترونيين من خلال ما عاينته جريدة "العمق" عن إعجابهم الشديد بقصة المسلسل الذي أظهر منذ حلقته الأولى بأنه سيتناول مواضيع اجتماعية تعيشها الأسرة المغربية، مشيدين بالأداء المتميزة لبطلة العمل الفنانة فاطمة الزهراء بناصر. في هذا الحوار مع "العمق" تتحدث فاتن اليوسفي التي تعد من أبرز كتاب السيناريو في المغرب عن مشروعها الفني الجديد "عايشة" وظروف إنتاجه، وكذا رأيها حول التفاعل الذي صاحب عرض حلقته الأولى. ما رأيك في الأصداء التي رافقت عرض الحلقة الأولى لمسلسل "عايشة"؟ لم أطلع بعد على نسب المشاهدة التي سجلتها القناة خلال عرض الحلقة الأولى مساء أمس، لكنني لمست حجم التفاعل معه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد حاليا بمثابة الباروميتر. أشكر الجمهور الذي رحب وتفاعل مع العمل، وشعر بواقعيته، وأتمنى أن لا يتم الحكم عليه قبل مشاهدة الحلقة الأخيرة، لأننا مازلنا في البداية، وسيسلط في قادم الحلقات الضوء على العديد من المواضيع، كما سيخلق النقاش داخل البيوت حول الطريقة الصحيحة التي يجب أن تتعامل معها كل أم مع بناتها. من أين استوحيت قصة مسلسل "عايشة" ؟ يمكنني أن أقول بأن مسلسل "عايشة" هو أصعب عمل كتبته لحدود الآن، كان لدي تخوف كبير، لأنه أول تجربة لي في كتابة أعمال مكونة من 15 حلقة كل واحدة منها تحتوي على 52 دقيقة، والصعوبة تكمن في كون أن بساطته تُصعب عليك طريقة ايصاله للناس. أثناء اشتغالي على فكرة العمل قمت بزيارة العديد من المجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واطلعت على قصص العديد النساء اللواتي يشاركنها بهدف البحث عن حلول أو الدردشة والترويح عن النفس، كما استمعت لقصص أخرى من أصحابها بشكل مباشر، ويمكنني أن أؤكد بأنه مسلسل انطلق من الواقع ويحكي قصص حياتية تعيشها الأسرة المغربية، وهو الشيء الذي شعرت به أثناء مشاهدتي للحلقة الأولى أمس، إذ شعرت بأنني أجلس وسط عائلة لا أنني أتابع التلفاز. كم استغرقت فترة كتابته؟ اقترحت العمل على القناة عام 2019 وفي كل مرة كانت تطلب منا بعض التعديلات من أجل تجويده، عندما وافقت على صيغته النهائية عام 2021 شرعنا في مرحلة كتابته بشكل رسمي رفقة الطاقم، واجهت صعوبة مضاعفة في هذه المرحلة بسبب اشتغالي لأول مرة مع زوجي داني يوسف الذي أشرف على إخراجه، في الوقت الذي كنت قد اعتدت فيه على طريقة العمل مع علاء أكعبون الذي جمعتني به العديد من المشاريع. المسلسل نسائي 100% أخذ منا وقت كبيرا أثناء التحضير له، والمخرج هو من طلب مشاركة الرجال على مستوى الكتابة من أجل تحقيق بعض التوزان، حيث أسندت لي مهمة القصة والسيناريو، فيما تكفل الزميلين العزيزين هشام الغافولي ومحمد الكاما بكتابة الحوار. ما رأيك في البرمجة الأسبوعية للمسلسلات التي بدأت تعتمدها القنوات؟ في السنوات السابقة كانت الدراما المغربية حكرا على الموسم الرمضاني فقط، لكننا أصبحنا نشاهدها حاليا بشكل أسبوعي على مدار العام على القناة الأولى والثانية، الحمد لله، هذا شيء جميل، صحيح أن الفُرجة تغيرت مع ظهور المنصات، حيث لم يعد الناس يستطيعون الصبر لمدة أسبوع من أجل مشاهدة حلقة واحدة، لكن القنوات تهدف من خلال هذه البرمجة إلى جعل الدارما المغربية حاضرة على طول السنة. أظهرت نسب المشاهدة للمسلسلات الأسبوعية أنها حققت نجاحا كبيرا وهي ظاهرة حميدة، يجب أن نفرح بتواجد إنتاجاتنا على مدار السنة، ونتمنى أن يتم الإكثار منها لكي نراها بشكل يومي. ما هي الرسالة التي تسعى فاتن اليوسفي إلى إيصالها من خلال "عايشة"؟ (أجابت مازحة) إذا أخبرتك عنها سأحرق الحلقة الأخيرة، المسلسل لا يتكلم عن شخصية عايشة فقط وإنما بلسان العديد من النساء اللواتي لا يعيشن من أجل أنفسهن وإنما من أجل المجتمع (الجيران الأبناء الأزواج...)، نرى العديد منهن يتزوج لإرضاء المجتمع، يدرسن تخصصات لا يرغبن بها فقط من أجل أن يقال بأنهن في المنصب الفلاني، ونساء تعلمن بخيانة أزواجهن وتصمتن بسبب الناس. أريد أن يشعر الجمهور بعد متابعته للعمل بأننا جميعا لدينا نفس المشاكل، نصطنع القوة، ونضع فلاتر في حياتنا، رسالة العمل بسيطة وهي عش لنفسك، أدرس ما تحبه، تزوج من تحبه لنفسك، أو لا تتزوج لأنك ترغب بذلك. في الحلقة 14 قبل الأخيرة ستكون هناك رسالة مباشرة في المسلسل، أصعب شيء هو أننا أصبحنا نحكم على أنفسنا بنفسنا، أصبحنا مجتمع صعبا مع بعضه البعض ويُكسر بعضه البعض، أعتقد بأن مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تصور أن كل شيء جميل ومثالي أثرت على واقعنا المعاش حيث أصبح على البعض أن يكذب من أجل أن يصطنع ذلك. هل كنت تستحضرين اسم فاطمة الزهراء بناصر أثناء كتابتك لشخصية "عايشة"؟ صراحة، اختيار الفنانة فاطمة الزهراء بناصر لتجسيد شخصية عايشة كان للمخرج داني يوسف، بحكم معرفته بالطاقة الإبداعية التي تتوفر عليها، هي مُشخصة خطيرة، لم أكن أعرفها بشكل مقرب قبل هذا المسلسل، لكنني أصبحت معجبة بشكل كبير بها على المستوى الفني والإنساني. فاطمة الزهراء بناصر من أفضل الممثلات في المغرب، تُحيي الحوار المكتوب على الورق، وقامت بأداء دورها بحرفية عالية، حيث تعرضت في أحد المشاهد بسبب معايشتها للدور إلى انهيار عصبي اضطررنا بعده إلى توقيف التصوير لمدة 3 أيام، لقد شكلت رفقة راوية ثنائيا رائعا.