استشهد 11 فلسطينيا فيما أصيب أكثر من 100 برصاص الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، مما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 61 شهيدا في الضفة الغربيةالمحتلة. وطالبت فلسطين بعقد اجتماعات طارئة لكل من مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لتوفير "الحماية الدولية" للشعب الفلسطيني، وسط إدانات عربية وإسلامية واسعة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 11 فلسطينيا، بينهم طفل ومسنان، وإصابة 102 بجروح، بينهم 7 في حالة خطيرة. كشفت الوزارة أن الشهداء هم: عدنان بعارة (72 عاما)، ومحمد عنبوسي (25 عاما)، وتامر ميناوي (33 عاما)، ومصعب عويص (26 عاما)، وحسام اسليم (24 عاما)، ومحمد عبد الغني (23 عاما)، ووليد دخيل (23 عاما)، وعبد الهادي الأشقر (61 عاما)، والطفل محمد شعبان (16 عاما)، وجاسر قنعير (23 عاما). وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عناصره تعاملوا مع عشرات الذين أصيبوا بالرصاص الحي، إضافة إلى 250 مصابا بحالة اختناق، فيما أصيب 3 صحفيين برصاص الاحتلال خلال تغطيتهم اقتحام مدينة نابلس، قبل أن يعلن جيش الاحتلال الانسحاب من المدينة بعد 3 ساعات من اقتحامها. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت حارة الشيخ مسلّم على أطراف البلدة القديمة في نابلس وحاصرت منزلا، وسط إطلاق نار كثيف. غضب فلسطيني وتظاهر عشرات الفلسطينيين قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل تنديدا بالمجزرة الإسرائيلية في نابلس، كما شارك العشرات، ظهر اليوم الأربعاء، في مسيرة غاضبة بمدينة رام الله تنديدا باقتحام الاحتلال نابلس. وأدانت الرئاسة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي على مدينة نابلس، وحملت الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يدفع المنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع. بدورها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شهداء مجزرة نابلس، مؤكدة أنها "لن تمر دون رد". وقال الناطق باسم كتائب القسام -في رسالة مقتضبة على تليغرام- إن "المقاومة في غزة تراقب جرائم العدو المتصاعدة تجاه أهلنا في الضفة المحتلة، وصبرها آخذ بالنفاد". واتفقت الفصائل فلسطينية على أن اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس بالضفة الغربية "يضع حالة الهدوء بمهب الريح"، وتوعدت بالرد على ذلك. ونعت حركة الجهاد الإسلامي شهداء نابلس، وقالت "إننا إذ نزف شهيدينا القائدين محمد الجنيدي وحسام اسليم اللذين كان لهما باع جهادي طويل في تأجيج معركة الاشتباك مع العدو لنؤكد أن دماء الشهداء الأطهار ستزيد جذوة المقاومة التي تمتد في كل الساحات". أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقالت في بيان، إن التصعيد هو "استمرار في نهج الإرهاب والعدوان الذي سيحرق لهيبه الاحتلال ومخططاته العدوانية، وسيزيد مقاومة وإصرار شعبنا اشتعالا". طلب تدخل دولي وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن بلاده طلبت عقد اجتماعات طارئة لكل من مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لتوفير "الحماية الدولية" للشعب الفلسطيني. وقال المالكي، في بيان، إن فلسطين "تقدمت بطلب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين، وآخرها مجزرة نابلس وبقية المجازر المستمرة، وطلب توفير الحماية الدولية". كما طلبت فلسطين اجتماعا طارئ لمجلس الجامعة العربية (22 دولة) على مستوى المندوبين، واجتماعا طارئا لمنظمة التعاون الإسلامي (57 دولة)، بهدف الإدانة الجماعية والفردية من قبل الدول ل"مجازر الاحتلال"، بالإضافة إلى "طلب الحماية الدولية"، بحسب البيان. فيما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، عبر "تويتر"، إن القيادة الفلسطينية "تدرس بعمق اتخاذ خطوات على المستويات كافة"، وذلك "في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية". ووصف الشيخ الاقتحام الإسرائيلي لنابلس بأنه "عمل بربري إجرامي مخطط ومدبر مع سبق الإصرار". ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، عبر بيان سابق، فإن بداية العام الجاري هي الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ 2000، حيث لم يتم تسجيل هذا العدد من الشهداء الفلسطينيين (61 شهيدا) خلال الشهرين الأولين في الأعوام ال 22 الماضية. ويأتي الاقتحام الإسرائيلي لمدينة نابلس بعد يومين من تفاهمات بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية بوساطة أميركية، وذلك "لإنهاء الخطوات أحادية الجانب من الطرفين". وإثر ذلك تم سحب مشروع قرار يدين الاستيطان -كان من المتوقع أن يصوت عليه مجلس الأمن أول أمس الاثنين- يطالب إسرائيل ب"الوقف الفوري والكامل" لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية. وأدانت فصائل في فلسطينية تراجع السلطة عن مساعيها للتصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الأممي بشأن الاستيطان. إدانات عربية واسعة وأدانت دول ومنظمات عربية وإسلامية، مساء الأربعاء، الاقتحام الإسرائيلي لمدينة نابلس شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، والذي خلف سقوط شهداء ومصابين فلسطينيين. جاء ذلك في بيانات منفصلة صادرة عن وزارات الخارجية في كل من قطر والسعودية والإماراتوالكويت وسلطنة عمان، ومصر، والأردن. وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، محذرة من "تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء التصعيد الإسرائيلي". وحثت الدوحة "المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ومساءلة إسرائيل عن جرائمها المروعة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة". كما أعربت السعودية عن إدانة واستنكار المملكة للاقتحام، مؤكدة "رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة للقانون الدولي". وطالبت السعودية "المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال ووقف التصعيد والاعتداءات الاسرائيلية". وأكدت الإمارات إدانتها للاقتحام، داعية "السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة". كما أدانت الكويت، بشدة الاقتحام الإسرائيلي لنابلس، واعتبرته "جريمة نكراء"، داعية "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك الفوري لوقف تلك الاعتداءات السافرة". وقالت سلطنة عمان، إنها تدين الاقتحام، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وشددت مصر التي تقود أدوار وساطة بين فلسطين وإسرائيل على إدانتها الاقتحام الإسرائيلي. وأعربت عن "القلق البالغ تجاه ذلك التصعيد الذي (..) يقوض من جهود تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويؤثر على فرص إعادة إحياء عملية السلام". كما أدان الأردن، "استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينيةالمحتلة"، مطالبا ب"العمل الفوري على وقف التصعيد تجنباً للمزيد من التدهور". وأكد أنه يعمل بشكل مكثف مع الأطراف جميعها لتحقيق ذلك. في سياق متصل، وصف البرلمان العربي، في بيان إدانة للاقتحام الإسرائيلي، بأنه "جريمة نكراء"، مطالبا "المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم، والإدارة الأمريكية بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها المستمر". وشدد مجلس التعاون الخليجي على رفض جميع انتهاكات "الاحتلال الإسرائيلي"، داعيًا "المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني". ووصفت منظمة التعاون الإسلامي في بيان إدانة للاقتحام الإسرائيلي، بأنه "مجزرة جديدة اقترفتها قوات الاحتلال". ودعت المنظمة "مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني". كما أدانت جامعة الدول العربية في بيان "المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس"، مطالبة "المجتمع الدولي بضرورة وضع حد عاجل وفوري لهذه الجرائم". ومنذ عدة أشهر يلاحق الجيش الإسرائيلي جماعة "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة التي تتخذ من البلدة القديمة نابلس مركزا لها، حيث تقول الجماعة إنها ترد على اعتداءات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته. * الجزيرة/ الأناضول