قضت غرفة الجنايات الإبتدائية قسم الجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، مساء اليوم الخميس، بإدانة المتهمين بالنصب والاحتيال، السبعة المتابعين في ملف مجموعة "باب دارنا" العقارية، بما مجموعه 56 سنة سجنا نافذا، نال منها المدير العام للشركة والمتهم الرئيسي في القضية "محمد و"، العقوبة الأقصى. وأدانت هيئة القاعة 8 برئاسة القاضي المستشار بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، علي الطرشي، المدير العام لشركة "باب دارنا"، بالسجن 15 سنة نافذة، بينما أدين نائبه المكلف بالمبيعات "عثمان ب"، بالسجن 8 سنوات نافذة. وقضى قسم جرائم الأموال تلبسي باستئنافية الدارالبيضاء، بإدانة باقي المتهمين "بالمشاركة في تزوير محررات رسمية واستعمالها والنصب وعدم توفير مؤونة شيكات وانتحال صفة والتزوير في محررات عرفية"، بعقوبات تتراوح ما بين 12 سنة سجنا و4 سنوات حبسا نافذا. كما قضت المحكمة، في الدعوى المدنية التابعة، بإرجاع المبالغ المستخلصة لكل واحد من المطالبين بالحق المدني مع تعويض لكل واحد حسب المبلغ المستخلص. وشدد مالك "باب دارنا" في كلمته خلال جلسة دامت لساعات طويلة قبل النطق بالحكم الابتدائي، على براءته مما نسب إليه، في قضية النصب والاحتيال على أزيد من ألف مواطن من داخل وخارج الوطن، في أموال دفعوها للشركة، مقابل الحصول على عقارات سكنية بالدارالبيضاء، بعدما عرفت الشركة بإشهارات مغرية على القنوات العمومية. وسجل "محمد و"، في كلمته الأخيرة اليوم الخميس أمام هيئة الحكم، على رغبته في إرجاع أموال الضحايا المشتكين، متمسكا ببراءة المستخدمين بشركته الذين توبعوا رفقته في حالة اعتقال بالسجن المحلي عين السبع بالدارالبيضاء. من جانبه، تمسك الموثق الذي أدين ب12 سنة سجنا، في كلمته ببراءته ونفى أن يكون قد قام بعمليات توثيق العقود، بهدف التزوير أو النصب، مؤكدا على أن جميع الإجراءات التي قام بها قانونية، بينما ظل الضحايا طوال ثلاث سنوات من عرض الملف على القضاء متمسكين بإرجاع أموالهم. وبإصدار هذه الأحكام الابتدائية، التي اعتبرها المتهمون قاسية في حقهم، يطوى أكبر ملف نصب عقاري في تاريخ المغرب، في انتظار انطلاق أطوار المحاكمة استئنافيا، في الوقت الذي يظل فيه الضحايا الذين يبلغ عددهم 1400، متمسكين باسترجاع أموالهم، الذين أكدوا مرارا في تصريحاتهم على أنه تم تهريبها إلى "بنما".