أكدت شركة " ساوند إنرجي" البريطانية المكلفة بالتنقيب عن الغاز والنفط بالمغرب على أن المغرب يملك احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي ستمكنه من تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير نحو الأسواق العالمية. جاء ذلك على لسان رئيس الشركة البريطانية غراهام ليون، في حوار مع موقع "بتروليوم إيكونوميست" المتخصص في الاقتصاد الطاقي، والذي أشار فيه أيضا إلى أن هذه الاكتشافات سوف تُحدث تغييراً حقيقياً في قواعد اللعبة، وتضع المملكة في الصدارة وتخلق لها ثروة محلية بل وفائضاً للتصدير. ولفت المسؤول ذاته إلى وجود مشروعين محوريين قيد الدراسة والتنفيذ يتعلق أحدهما بتزويد الأسواق الصناعية الكبري بالغاز الطبيعي المسال، بينما الآخر يتضمن تطوير خط أنابيب لإمداد أسواق الكهرباء بالغاز، ومن المتوقع أن يحظى المشروعان بالدعم والتأييد واتخاذ قرار استثماري نهائي في العام الوشيك، وفق تعبيره. وأوضح أن المشروع الأول سيوفر حوالي 100 مليون متر مكعب سنويًا من الغاز المسال للأسواق الصناعية؛ مستهدفًا بدء الإنتاج والبيع في الربع الأول من عام 2024، مشيرا إلى أن المملكة تمتلك أكثر من 20 تريليون قدم مكعبة من احتياطات الغاز الطبيعي ما يعتبر رقما قياسيا". وأضاف "بالرغم من أن المغرب مازال يعتمد على الفحم كمصدر للكهرباء، إلا أن ذلك لا يثنيه عن المضي قدمًا في مشاريع التحول لمصادر الطاقة النظيفة منحفضة الانبعاثات الكربونية"، مؤكدا أن "حقل تندرارة المغربي سيمثل دورا جوهريا في تحقيق مستهدفات المغرب العربي، كما تطمح البلاد لتوسيع الأسواق والمعاملات الدولية". وفي مارس الماضي، أفاد المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أنه وقع اتفاقا مع شركة "ساوند إنرجي" لربط خط أنبوب الغاز المستقبلي الذي يربط تندرارة بخط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي. وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "لاماب" عن مصدر في المكتب، فإنه بموجب هذا الاتفاق، سيمنح المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، المالك والمستغل لخط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، امتياز استغلال حقل تندرارة لشركة "ساوند انرجي" عبر خط أنبوب غاز جديد سيتم إنشاؤه على 120 كيلومتر. وأفاد المصدر ذاته، بأن هذا الاتفاق جاء بعد توقيع برتوكول اتفاق يتعلق ببيع الغاز الطبيعي، عقب عقد منح امتياز استغلال حقل "تندرارة" في أكتوبر 2019 بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة "ساوند إنرجي موروكو ايست ليميتد". بروتكول الاتفاق الذي يهم الشروط الرئيسية لعقد بيع الغاز الطبيعي من طرف "ساوند إنرجي" للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لتزويد محطاته الكهربائية، جاء تتويجا لسلسلة من المفاوضات بين مختلف الشركاء، بحسب المصدر ذاته. يأتي ذلك بعدنا أعلنت شركة "ساوند إنيرجي" البريطانية عن تعزيز المرحلة الثانية من تطوير امتياز إنتاج حقل تندرارة للغاز، عبر اتفاقية مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، مشيرة إلى أن المكتب وافق على ربط امتياز إنتاج حقل تندرارة عبر خط أنابيب تحفيز تصدير الغاز إلى الخط المغاربي-الأوروبي. وأوضح بلاغ للشركة البريطانية أن المكتب تعهد بوضع البنية التحتية للربط بين الخطين، ما يسهل تدفق غاز تندرارة إلى جميع العملاء المتصلين بخط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، حيث جاء ذلك بعد تقديم الشركة بعض المعلومات الفنية والمالية في ما يتعلق بخط أنابيب تحفيز التصدير لامتياز إنتاج تندرارة. وكانت الشركة ذاتها قد أعلنت قبل ذلك عن تمديد الموعد النهائي للوفاء بشروط صفقة توريد الغاز من حقل تندرارة لثلاثة أشهر، فيما تنص شروط الاتفاقية التي أُعلن عنها في 30 نونبر من السنة الماضية، على بيع الغاز الطبيعي من امتياز تندرارة في شرق المغرب على مدى 10 سنوات. وتحدد الاتفاقية عمليات بيع وشراء الغاز بعدة ضوابط، من بينها منح جميع التراخيص والتصاريح اللازمة لبناء منشآت الغاز في المرحلة الثانية، وموافقة وزارتي الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والاقتصاد والمالية، على قرار الاستثمار النهائي.