جددت حركة التوحيد والإصلاح، دعوتها للدولة المغربية وللأنظمة العربية التي لها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، للتراجع عن مسار التطبيع، وما عرفه من خطوات واتفاقات وقوانين للرفع من مستوى العلاقة والتعاون مع إسرائيل. وطالبت الحركة ب"تصحيح هذا المسار بما ينسجم مع المواقف التاريخية للشعوب العربية، ومع الدور الذي يقوم به المغرب الذي يرأس عاهله لجنة القدس، وجهوده في إعمار القدس، وتاريخ الشعب المغربي المشرف في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس الشريف والأقصى المبارك". وحذرت الحركة في مقال افتتاحي على موقعها الرسمي بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من "خطر الاختراق الصهيوني للمجتمع المغربي وللمجتمعات العربية"، معتبرا أن "هذا الكيان المجرم لا يبحث سوى عن مصلحته". وأشار إلى أن إسرائيل "تشكل تهديدا حقيقيا للاستقرار والتماسك المجتمعي بحكم سيرتها الإجرامية وسجلها الإرهابي ومشروعها الاستيطاني المدعوم من القوى الاستعمارية الكبرى". وشددت على إسرائيل "كانت وستظل عدوة للأمة العربية والإسلامية ولشعوبها ودولها التي يعلم أنها لن تتنازل عن حقها وحق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته". وقالت الحركة إن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني "هي مناسبة ليتذكر فيها العالم وأحراره قضية فلسطين وحقوق شعبها، وليقفوا على الآثار الكارثية لقرار التقسيم المشؤوم وسياسة الاحتلال الصهيوني وجرائمه المتتالية في حق الأرض والإنسان الفلسطيني". واعتبرت أن هاته السنة عرفت سلسلة اعتداءات إجرامية بحق الشعب الفلسطيني، كان أبرزها اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة في 11 ماي أمام أنظار العالم أجمع، إضافة إلى اغتيال عدد من شباب المقاومة الفلسطينية بنابلس والقدس وجنين، واستمرار سياسة الاستيطان وتهويد القدس الشريف والاعتداءات المتكررة على المرابطات والمرابطين بالمسجد الأقصى المبارك. وأشارت إلى أن "سياسة الكيان الصهيوني أصبحت تستفيد أكثر من السابق من الصمت الأممي والتواطؤ الغربي والتطبيع العربي، فقد شهدت سنة 2022 هرولة متزايدة نحو التطبيع الرسمي لعدد من الدول العربية مع الكيان الصهيوني، ضمنها المغرب، وذلك عبر مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والأكاديمية وغيرها، هذه الهرولة التي من نتائجها تشجيع الكيان الصهيوني لمضاعفة عدوانيته وتوفير غطاء لجرائمه". وتيىر الحركة أن "كل هذه الجرائم الصهيونية والغطاء الدولي والعربي لها، لم يفتّ في عضد المرابطين والمرابطات والمقاومين والمقاومات من أبناء فلسطين، بل دفع المقاومة الفلسطينية بمختلِف فصائلها ومكوناتها إلى مزيد من الصمود ورصّ الصفوف والسعي لتسوية الخلافات وتعزيز اللحمة الداخلية للشعب الفلسطيني؛ كما دفعت أحرار العالم إلى مزيد من الوعي بضرورة مضاعفة جهود النصرة والتضامن ودعم الكفاح الفلسطيني ومجابهة المشروع الصهيوني واختراقاته التطبيعية". واعتبر المصدر ذاته أن "القيام بالمبادرات الرامية لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني في هذا اليوم وغيره، من إطلاق مشاريع وأعمال وتنظيم فعاليات ومهرجانات ووقفات لأحرار العالم اليوم الثلاثاء 29 نونبر 2022، سواء بالعاصمة المغربية الرباط أو غيرها من عواصم المقاومة والنصرة، تُعدّ نقطة نظام كبرى تؤكد بمناسبتها الشعوب وأحرارها الوفاء لفلسطين بأرضها وشعبها وعاصمتها الأبدية القدس الشريف". كما أن هذه الفعاليات، تقول الحركة، تأتي ل"ترسيخ العداء للصهيونية وسياسة الاحتلال الإجرامية، وتُشْهِد العالم على صمودها وثباتها على موقفها إلى اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين وينهزم الاحتلال وحلفاؤه، وأن هذا الموقف لن يغيره تطبيع المطبعين ولا تخاذل المتخاذلين".