فاقم ضعف التساقطات الثلجية والمطرية والاستغلال المفرط للمياه الجوفية، الموجهة للتزود بمياه الشرب وللفلاحة، تراجع فرشات المياه الباطنية بالمغرب، حيث سجلت خلال الموسم الحالي تراجعا قياسيا، وكانت الفرشة المائية الباطنية بزاكورة أكثرها استنزافا. وكشف تقرير عن الميزانية الفرعية لوزارة التجهيز والماء، تم عرضه بالبرلمان، تراجعا قياسيا في مستوى المياه الجوفية، ما بين -3 متر و-6.85 متر، وسجل أعلى انخفاض بزاكورة (-6.85 متر) وملوية (-6.04) متر. وأفاد المصدر ذاته أن سنة 2021 كانت هي السنة الرابعة الأكثر حرارة منذ 1981، حيث فاق متوسط الحرارة بحوالي 0.9 درجة مئوية المعدل المناخي المعتاد للفترة 1981-2010، كما عرفت السنة ذاتها معدل تساقطات ما بين 22 ملم و329 ملم، ما خلق عجزا على الصعيد الوطني ب47 في المائة. في السياق ذاته، تقلصت المساحة المغطاة بالثلوج من 45 ألف كلم مربع سنة 2018 إلى 5 آلاف كلم مربع في 2022، ما ولد عجزا بحوالي 89 في المائة، وانخفاض ب65 في المائة في عدد أيام تساقط الثلوج من 41 يوما إلى 14 يوما فقط. وعرفت السنة الحالية عجزا في موارد المياه ب85 في المائة مقارنة بالمعدل السنوي، حيث بلغ حجم هذه الواردات 1.98 مليار متر مكعب، بينما بلغ المخزون المائي في حقينة السدود إلى غاية فاتح نونبر الجاري حوالي 4.03 مليار متر مكعب، أي ما يعادل 25 في المائة كنسبة ملء إجمالي مقابل 35.7 سجلت في نفس التاريخ من السنة الماضية. ويتوفر المغرب على 149 سدا كبيرا و137 سدا صغيرا ومتوسطا و88 محطة لمعالج مياه الشرب، منها 9 محطات لتحلية مياه البحر، كما يتوفر على 16 منشأة لتحويل الماء، وهو ما مكن من تعميم التزود بمياه الشرب بالوسط الحضري وسقي أكثر من 2 مليون هكتار وحماية السهول والمدن من الفيضانات.