آمنت بمؤهلاتها وتحدت كل الصعاب والعقبات، أرادت الوصول فسلكت طريقا طويلا في اتجاه حلمها، مثلها مثل عدد كبير بنات حواء اللواتي حفرن أسمائهن بأحرف من ذهب، في سجلات كبريات أندية الساحرة المستديرة. تسير لاعبة المنتخب الوطني النسوي لأقل من 17 سنة، هاجر السعيد، التي رأت النور بحي أنزا شمال مدينة أكادير، في 22 من ماي عام 2005، بخطى ثابتة نحو النجومية في عالم كرة القدم النسوية. بزغت موهبة هاجر الكروية مبكرا، عندما كانت تشارك أصدقائها في مداعبة كرة القدم في أزقة أنزا و رمال شواطئها، قبل أن ترصدها أعين المدربة الحالية لفريق حسنية أكادير (إناث) خديجة بوطلحة، التي منحتها فرصة الانضمام إلى فريق فتيات غزالة سوس، وهي في سن العاشرة من عمرها، أي في سنة 2015. وفي 15 من شتنبر سنة 2018، تمكنت لاعبة منتخب لبؤات الأطلس المشارك حاليا في منافسات كأس العالم للناشئات بالهند، هاجر السعيد، من ولوج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم بالرباط، وذلك في إطار برنامج "دراسة ورياضة". وتلقت إلى جانب التكوين العلمي، تكوينا رياضيا خول لها الانضمام إلى نادي حسنية أكادير، ثم نجاح سوس الممارس في القسم الأول للبطولة الوطنية، بعقد يمتد إلى غاية 30 يونيو 2023، فضلا عن ضمان مكانها في التشكيلة الرسمية للمنتخب الوطني النسوي لأقل من 17 سنة. وكادت مسيرة نجمة وقائدة المنتخب المغربي للناشئات، أن تتعثر، إثر إصابتها على مستوى الكاحل خلال التربص الإعدادي الذي أقامه الفريق الوطني في الديار البرتغالية، استعدادا لنهائيات كأس العالم التي انطلقت أطوارها بالهند يوم الثلاثاء المنصرم، إلا أن تدخل الطاقم الطبي للمنتخب، أعادها إلى المستطيل الأخضر في وقت وجيز. وفي حديثه مع جريدة "العمق المغربي" أوضح عبد السلام السعيد، والد اللاعبة هاجر السعيد، أن ابنته تلقت عروضا جادة من أندية كبيرة خلال الفترة الأخيرة، إلا أنه رفضها إلى حين اجتيازها امتحانات البكالوريا نهاية الموسم الدراسي الحالي. وتشارك هاجر السعيد برفقة الفريق الوطني في بطولة كأس العالم للناشئات 2022، خلال الفترة من 11 إلى 30 أكتوبر الجاري، في المجموعة الأولى إلى جانب الهند البلد المضيف، والبرازيل والولايات المتحدةالأمريكية. وفشلت زميلات هاجر، في تخطي عتبة البرازيل في أولى مبارياتهن في هذه التظاهرة العالمية، حيث انهزمن بهدف دون رد، في المباراة التي جرت على أرضية ملعب "كالينغا" بمدينة بوبانيشوار الهندية. وسجلت هدف الوحيد للمنتخب البرازيلي اللاعبة "إنغريد جونسون" في الدقيقة الخامسة من عمر المباراة. وسيواجه المنتخب اللبؤات، اليوم الجمعة، في ثاني مبارياته خلال هذه المنافسة العالمية، منتخب الهند، المدعوم بعاملي الأرض والجمهور.