اعتبر زعماء حزب "البديل من أجل ألمانيا" أن قضية اليورو أو اللجوء من القضايا المستنفدة، ولم تعد تجلب اهتمام الناس بالحزب، وعليه تقرر التركيز على معاداة الإسلام في البرنامج السياسي الجديد للحزب لكسب مزيد من الشعبية. ذلك ما كشفته مجلة "دير شبيغل" الألمانية بعد حصولها على رسائل إلكترونية داخلية لرئاسة حزب "البديل من أجل ألمانيا" تتضمن مسودة برنامج الحزب، وفق ما أورده موقع "دويتشه فيله". وكتبت نائبة زعيمة الحزب بياتريكس فون شتورش لزملاء في رئاسة الحزب أن "الإسلام هو الموضوع الأكثر إثارة في البرنامج"، ويصلح أكثر "للتواصل الخارجي". وأضافت شتورش أن "اللجوء واليورو مستنفدان، ولا يأتيان بشيء جديد"، "الصحافة ستتهافت على رفضنا للإسلام السياسي بشكل لا مثيل له في البرنامج". وكشفت مسودة برنامج لمؤتمر وطني للحزب، مقرر في ال 30 من أبريل المقبل بشتوتغارت بعض معالم تلك المخططات التي تحدثت عنها الجمعة (11 مارس) صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار في نسختها الإلكترونية. وتفيد مسودة البرنامج أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرفض بناء صوامع للمساجد ورفع الآذان "كرموز للهيمنة الإسلامية"، وهي كما يدعي الحزب "تتنافى مع تعايش الديانات السلمي" الذي "تنهجه الكنائس المسيحية في الوقت المعاصر". تجدر الإشارة إلى أن رئيسة حزب "البديل من أجل ألمانيا" فراوكه بيتري سبق وأن أعلنت أنها تتعمد في بعض الأحيان إطلاق تصريحات مستفزة للفت الأنظار إلى حزبها. وكتبت بيتري في خطاب معمم لأعضاء الحزب وداعميه، كاشفة عن إستراتيجية الحزب للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين في أسرع وقت، قائلة: إنها سئلت مرارا خلال مؤتمراتها الانتخابية عما إذا كان من الأسهل "الوصول للمواطنين بدون استفزازات كلامية". وأوضحت بيتري أنها "تأخذ هذه التساؤلات على محمل الجد"، وأضافت أنه لا غنى عن "التصريحات الحادة والمستفزة أحيانا" حتى يجد الحزب آذانا صاغية في الإعلام. وكانت بيتري قد قالت، في تصريح لصحيفة "مانهايمير مورغن" الألمانية في يناير الماضي، إن على رجال الشرطة أن يمنعوا اللاجئين من تجاوز الحدود بشكل غير مشروع حتى وإن اضطروا في سبيل ذلك لاستخدام السلاح "هذا هو القانون". وأثار هذا التصريح جدلا واستياء واسعا في ألمانيا وانتقادات حادة لبيتري.