استأنف اليوم الاثنين 5 شتنبر 2022، ملايين التلاميذ المغاربة بالقطاعين العام والخاص نشاطهم الدراسي بعد العطلة الصيفية السنوية وسط تخفيف إجراءات القيود الاحترازية ضد كورونا مقابل غلاء شديد في تكاليف الدراسة. ويعرف الدخول المدرسي لهذه السنة، غلاء منهكا لجيوب الأسر حمل معه تذمرا وسخطا باعتباره يثقل كاهل أولياء التلاميذ تزامنا مع أزمة اقتصادية يمر منها المغاربة. وبالتزامن مع موجة الغلاء، يشهد الدخول المدرسي الحالي، موجة سخط بين الأساتذة أطر الأكاديميات "المتعاقدين" بسبب اقتطاعات جديدة من أجورهم، تراوحت ما بين 600 درهم و1500 درهم، إذ استنكر الأساتذة هذه الاقتطاعات، معتبرين أنها ستؤدي إلى مزيد من الاحتقان وعدم الثقة في الوزارة المعنية. وانطلق الموسم الدراسي 2022/2023، الخميس 1 شتنبر الجاري، بتوقيع الأطر الإدارية محاضر الدخول، كما وقع الأساتذة والأستاذات، يوم الجمعة، المحاضر بمقرات عملهم والتي تعد بمثابة انتهاء العطلة وانطلاقة موسم جديد. وكانت المندوبية السامية للتخطيط، قد أفادت أن نفقات التمدرس تضاعفت أكثر من ثلاث مرات ما بين سنتي 2001 و2019، منتقلة من 1.277 درهما في 2001 إلى 4.365 درهما في 2019. وأوضحت المندوبية في وثيقتها الأخيرة المعنونة "مختصرات التخطيط"، والصادرة بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، أنه حسب الوسط السكني، انتقلت هذه النفقات من 461 إلى 1.484 درهم بالوسط القروي ومن 1.629 إلى 5.701 درهم بالوسط الحضري. وأوردت الوثيقة الصادرة تحت عنوان "كم تبلغ نفقات الأسر من أجل تمدرس أبنائها؟" أن حجم تلك النفقات ضمن ميزانية الأسر، خلال الفترة ذاتها، انتقل من 1,6 إلى 4,8 في المائة على المستوى الوطني، ومن 0,7 إلى 2,2 في المائة بالوسط القروي، ومن 2 إلى 5,6 في المائة بالوسط الحضري. وأضافت أن النفقات ارتفعت سنويا بنسبة 7,6 في المائة لكل متمدرس بالوسط القروي و11,9 في المائة بالوسط الحضري، أي ما يعادل 6,5 في المائة على المستوى الوطني. كما أورد المنشور، أنه خلال الدخول المدرسي 2019-2020، بلغ متوسط إنفاق الأسر المغربية 1.556 درهما، أي 35,7 في المائة من نفقات التمدرس و20,4 في المائة من ميزانيتها الشهرية المتوسطة. وتتباين هذه النفقات بشدة وفقا للوسط السكني ومستوى المعيشة وقطاع التعليم. إذ تبلغ 1.926 درهما بالنسبة للأسر الحضرية و760 درهما للأسر القروية، أي ما يعادل، على التوالي، 33,8 و51,8 في المائة من نفقاتها السنوية على التمدرس و22,5 و13,6 في المائة من ميزانيتها الشهرية المتوسطة. وحسب مستوى المعيشة، تبلغ نفقات الدخول المدرسي ل 20 في المائة الأعلى من الأسر الميسورة 5 مرات نفقات ال20 في المائة الأدنى من الأسر الأكثر هشاشة، أي ما يعادل على التوالي 3.456 و721 درهما، و26,6 و62,7 في المائة من نفقاتها السنوية على التمدرس. وبالنسبة لقطاع التعليم، بلغ متوسط نفقات الأسر التي لها أطفال متمدرسون حصرا بالقطاع الخاص (3.639) أربع مرات نفقات الأسر التي لها أطفال متمدرسون حصرا بالقطاع العام (928 درهما)، أي 28 و48,1 في المائة على التوالي من نفقاتها السنوية على التمدرس.