قال القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج، إنه "لا خلاص للدول المغاربية والعربية والإسلامية إلا بوحدة أوطانها وإزالة الحدود الموروثة عن الاستعمار". جاء ذلك في تصريح خص به صحيفة "عربي21" تعليقا على ما أثير مؤخرا حول تصريحات الدكتور أحمد الريسوني المتعلقة بقضية الصحراء المغربية. ودعا بلحاج علماء الجزائر والمغرب وكافة البلدان الإسلامية إلى النأي بأنفسهم عن التوظيف السياسي من أي نظام حاكم، والإخلاص للقيم والمبادئ الإسلامية التي توحد الشعوب وتحقق أمنها واستقرارها. وقال: "مهمة القمم العلمية أن تسهم في هذه الوحدة وأن تترك الأفكار ناصعة حتى إذا لم تستطع أن تحققها يأتي جيل آخر من بعدها لتحقيقها"، وفق تعبيره. وفي الوقت الذي تحفظ فيه بلحاج عن الخوض في الجدل الدائر بشأن تصريحات الريسوني، أكد على أن "كل ما أستطيع قوله أنني أدعو أن يكون العالم مستقلا ولا يكون تحت الطلب، وأن يقول كلمة الحق وينظر إلى مآلات كلامه". وكان أحمد الريسوني قد صرح في وقت سابق في مقابلة مصورة مع جريدة إلكترونية أن ما يؤمن به شخصيا في قضية الصحراء هو أن المغرب يجب أن يعود كما كان قبل الغزو الأوروبي. وقال إن قضية الصحراء صناعة استعمارية، معبرا عن أسفه لتورط دول شقيقة عربية إسلامية في دعم وفي تبني هذه الصناعة الاستعمارية. وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني قد قدم توضيحات بشأن تصريحاته الأخيرة عن الصحراء المغربية والعلاقات المغاربية التي أثارت موجة غضب في كل من الجزائروموريتانيا. وأوضح الريسوني، في مقال نشره على موقعه الرسمي، أن دول المنطقة المغاربية كلها تعاني من تداعيات مشكلة الصحراء المغربية، مؤكدا أنها "صناعة استعمارية". وأشار إلى أن جبهة البوليساريو الانفصالية محضونة من طرف الجزائر وتتخذ مدينة تندوف عاصمة لجمهوريتها الوهمية، "وفيها قاموا بتجميع الآلاف من أبناء صحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، يعيشون في المخيمات – في أوضاع مزرية – منذ عشرات السنين". واسترسل الريسوني، "لأجل ذلك دعوت إلى السماح للعلماء والدعاة المغاربة، ولعموم المغاربة، بالعبور إلى مدينة تندوف ومخيماتها، للتواصل والتحاور والتفاهم مع إخوانهم المغاربة الصحراويين المحجوزين هناك، حول الوحدة والأخوة التي تجمعنا، وحول عبثية المشروع الانفصالي، الذي تقاتل لأجله جبهة البوليساريو، مسنودة وموجهة من الجيش الجزائري". وشدد على أن بلدان المغرب العربي الخمسة، في أمس الحاجة إلى تجاوز هذه المشكلة، التي تعرقل وتعطل جهود الوحدة والتنمية، وتهدد السلم والاستقرار بالمنطقة، داعيا المسؤولين الجزائريين إلى أن يتركوا للمغرب معالجة النزاع باعتباره قضية داخلية. "وأومن، مثل كافة العقلاء، أن الحرب لن تأتي بحل أبدا، ولكنها تأتي بالدمار والخراب والاستنزاف للجميع، وتأتي بمزيد من التمزقات الداخلية والتدخلات الأجنبية" يضيف الريسوني. وتوضيحا لتصريحاته التي أثارت غضبا في موريتانيا، قال الريسوني إن استقلال موريتانيا "اعترض عليه المغرب لعدة سنين، لأسباب تاريخية.. ثم اعترف به، وأصبحت موريتانيا إحدى الدول الخمس المكونة لاتحاد المغرب العربي. فهذا هو الواقع المعترف به عالميا ومن دول المنطقة". واعتبر بأنه لا سبيل إلى الوحدة اليوم "إلا ضمن سياسة وحدوية متدرجة، إرادية متبادلة، وأفضل صيغها المتاحة اليوم هي إحياء اتحاد المغرب العربي وتحريك قطاره".