قال أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، محمد المختار الشنقيطي، إن تصريح رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني "جاء في سياق المرارة المغربية من دعم مشروع انفصالي بالصحراء عمره نصف قرن"، مؤكدا أنه "لا حل إلا بحكم ذاتي للصحراويين ضمن المملكة المغربية، وفك الاشتباك بين المغرب والجزائر، تمهيدا لوحدة مغاربية يجد فيها الكل أنفسهم في فضاء مشترك خال من العصبيات". وكان أحمد الريسوني قد صرح في وقت سابق في مقابلة مصورة مع جريدة إلكترونية أن ما يؤمن به شخصيا في قضية الصحراء هو أن المغرب يجب أن يعود كما كان قبل الغزو الأوروبي. وقال إن قضية الصحراء صناعة استعمارية، معبرا عن أسفه لتورط دول شقيقة عربية إسلامية في دعم وفي تبني هذه الصناعة الاستعمارية. الجامعي الموريتاني، الشنقيطي، قال في تغريدات متفرقة على تويتر إن "الصراع بين الشقيقتين الجزائر والمغرب صراع عدمي: ربع قرن من إغلاق الحدود، ونصف قرن من الخلاف على الصحراء الغربية، التي أصبحت وستظل جزءا من المغرب"، مضيفا: "أتمنى أن يعترف الجزائريون بمغربية الصحراء الغربية، ويغلق المغاربة ملف الصحراء الشرقية الجزائرية إلى الأبد". وأشار الشنقيطي ضمن تعليقه على تصريحات الريسوني: "الاستعمار رسم الحدود بين شعوبنا، لكن الاستعمار رحل منذ أمد بعيد، واعترفت شعوبنا بتلك الحدود، وتبادلت دولنا السفارات، ووقّعت المعاهدات التي تشرّع تلك الحدود، ومنها معاهدة رسْم الحدود بين المغرب و الجزائر الموقعة منذ 50 عاما. فمن أراد تغيير الحدود فليقنع الشعوب بالوحدة الطوعية". وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني قد قدم توضيحات بشأن تصريحاته الأخيرة عن الصحراء المغربية والعلاقات المغاربية التي أثارت موجة غضب في كل من الجزائروموريتانيا. وأوضح الريسوني، في مقال نشره على موقعه الرسمي، أن دول المنطقة المغاربية كلها تعاني من تداعيات مشكلة الصحراء المغربية، مؤكدا أنها "صناعة استعمارية". وأشار إلى أن جبهة البوليساريو الانفصالية محضونة من طرف الجزائر وتتخذ مدينة تندوف عاصمة لجمهوريتها الوهمية، "وفيها قاموا بتجميع الآلاف من أبناء صحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، يعيشون في المخيمات – في أوضاع مزرية – منذ عشرات السنين". واسترسل الريسوني، "لأجل ذلك دعوت إلى السماح للعلماء والدعاة المغاربة، ولعموم المغاربة، بالعبور إلى مدينة تندوف ومخيماتها، للتواصل والتحاور والتفاهم مع إخوانهم المغاربة الصحراويين المحجوزين هناك، حول الوحدة والأخوة التي تجمعنا، وحول عبثية المشروع الانفصالي، الذي تقاتل لأجله جبهة البوليساريو، مسنودة وموجهة من الجيش الجزائري". وشدد على أن بلدان المغرب العربي الخمسة، في أمس الحاجة إلى تجاوز هذه المشكلة، التي تعرقل وتعطل جهود الوحدة والتنمية، وتهدد السلم والاستقرار بالمنطقة، داعيا المسؤولين الجزائريين إلى أن يتركوا للمغرب معالجة النزاع باعتباره قضية داخلية. "وأومن، مثل كافة العقلاء، أن الحرب لن تأتي بحل أبدا، ولكنها تأتي بالدمار والخراب والاستنزاف للجميع، وتأتي بمزيد من التمزقات الداخلية والتدخلات الأجنبية" يضيف الريسوني. وتوضيحا لتصريحاته التي أثارت غضبا في موريتانيا، قال الريسوني إن استقلال موريتانيا "اعترض عليه المغرب لعدة سنين، لأسباب تاريخية.. ثم اعترف به، وأصبحت موريتانيا إحدى الدول الخمس المكونة لاتحاد المغرب العربي. فهذا هو الواقع المعترف به عالميا ومن دول المنطقة". واعتبر بأنه لا سبيل إلى الوحدة اليوم "إلا ضمن سياسة وحدوية متدرجة، إرادية متبادلة، وأفضل صيغها المتاحة اليوم هي إحياء اتحاد المغرب العربي وتحريك قطاره".