تفاعلا مع الموضوع، و بعد الجدل الذي أثارته تصريحات أحمد الريسوني، رئيس اتحاد علماء المسلمين، بخصوص موريتانيا والصحراء المغربية؛ خرج هذا الأخير عن صمته، فقدم عددا من التوضيحات في الموضوع، من أجل "تصحيح ما وقع من سوء فهم أو سوء تأويل أو تزيد على كلامي". و أكد الريسوني، في تدوينة له بأنه "غير خاف أن دول المنطقة المغاربية كلها تعاني من تداعيات مشكلة الصحراء المغربية، التي يسميها البعض "الصحراء الغربية"، والتي وصفتُها في الحوار بكونها "صناعة استعمارية"". وزاد رئيس اتحاد علماء المسلمين أنه "يوجد على حدود المغرب مع الجزائر تنظيم مسلح يسمى "جبهة البوليساريو"، أو "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، مضيفا أنه "سبق لهذا التنظيم أن أعلن عن إقامته لما سماه "الجمهورية العربية الصحراوية"". الريسوني شدد على أن هذه المنظمة كما يعلم الجميع "محضونة ومدعومة بالكامل من الدولة الجزائرية، وتتخذ من مدينة تندوف الجزائرية عاصمة فعلية لها، وفيها قاموا بتجميع الآلاف من أبناء صحراء (الساقية الحمراء ووادي الذهب)، يعيشون في المخيمات – في أوضاع مزرية – منذ عشرات السنين". بناء عليه، قال رئيس اتحاد علماء المسلمين، "دعوت إلى السماح للعلماء والدعاة المغاربة، ولعموم المغاربة، بالعبور إلى مدينة تندوف ومخيماتها، للتواصل والتحاور والتفاهم مع إخوانهم المغاربة الصحراويين المحجوزين هناك، حول الوحدة والأخوة التي تجمعنا، وحول عبثية المشروع الانفصالي، الذي تقاتل لأجله جبهة البوليساريو، مسنودة وموجهة من الجيش الجزائري". وعلى هذا الأساس، أردف الريسوني أنه "يؤمن، مثل كافة أبناء المنطقة، أن بلدان المغرب العربي الخمسة في أمس الحاجة إلى تجاوز هذه المشكلة، التي تعرقل وتعطل جهود الوحدة والتنمية، وتهدد السلم والاستقرار بالمنطقة". كما دعا رئيس اتحاد علماء المسلمين "إخواننا المسؤولين الجزائريين إلى أن يتركوا للمغرب معالجة النزاع باعتباره قضية داخلية". هذا وتابع الريسوني أنه "يؤمن، مثل كافة العقلاء، أن الحرب لن تأتي بحل أبدا، ولكنها تأتي بالدمار والخراب والاستنزاف للجميع، وتأتي بمزيد من التمزقات الداخلية والتدخلات الأجنبية". "إن استقلال موريتانيا اعترض عليه المغرب لعدة سنين لأسباب تاريخية ثم اعترف به"، يقول رئيس اتحاد علماء المسلمين قبل أن يضيف أن "موريتانيا أصبحت إحدى الدول الخمس المكونة لاتحاد المغرب العربي". ولفت الريسوني إلى أن "هذا هو الواقع المعترف به عالميا ومن دول المنطقة، موردا: "أما أشواق الوحدة القديمة، وتطلعاتها المتجددة، فلا سبيل إليها اليوم إلا ضمن سياسة وحدوية متدرجة، إرادية متبادلة"، كاشفا أن "أفضل صيغها المتاحة اليوم هي إحياء "اتحاد المغرب العربي" وتحريك قطاره". رئيس اتحاد علماء المسلمين أكد أنه لا فريق لديه بين مغربي وجزائري، أو مغربي وموريتاني، أو مغربي وتونسي، أو مغربي وليبي؛ "بل إن المسلمين كلهم إخوتي وأحبتي، وللقرابة والجيرة زيادة حق". وخلص الريسوني إلى أن "هذا هو موقفي الدائم، أذكره الآن بشكل أكثر وضوحا ودقة مما جاء في الحوار الصحفي المشار إليه، راجيا من الجميع استبعاد سوء الظن وسوء التأويل، وعدم اللجوء إلى التزيد والتقويل".