تعرف دواوير جبال "مولاي عبد السلام بن مشيش"، انقطاعا للتيار الكهربائي منذ بداية الحرائق المهولة التي اندلعت بالمنطقة منذ أمس الإثنين. وحسب ما عاينته جريدة "العمق" من عين المكان، فإن دواوير "امسمليل، الحارش، دار الحيط، بوعلقمة، تاݣزارت، تازروت، تازݣلوت، دار بجاو" أصبحت في عزلة بسبب احتراق أسلاك الكهرباء بشكل كامل. واستنجد مواطنون في تصريحات لجريدة "العمق"، بالسلطات من أجل التدخل العاجل لفك العزلة عنهم بعد احتراق أشجار الزيتون الذي كان يعتبر مصدر رزق لديهم، ومنازلهم التي أصبحت رمادا. وأعلنت السلطات المحلية لإقليمالعرائش، عن تسجيل حالتي وفاة اختناقا لسيدتين في الحرائق التي اندلعت بغابة "بوهاشم جبل العلم" قرب ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش الشهير. وقالت السلطات إن السيدتين لم ترغبا في الاستجابة لنداءات السلطات المحلية والقوات العمومية بضرورة إخلاء المساكن المهددة بالنيران. وأفادت السلطات بتسجيل اندلاع حرائق غابوية جديدة، منذ أمس الاثنين 25 يوليوز 2022، بكل من غابة "بوهاشم جبل العلم"، الواقعة بالمجال االترابي لجماعتي تازورت وبني عروس، وغابة "المنزلة" بجماعة الساحل، وكذا بالقرب من دوار "الرمل" بجماعة زعرورة. وبحسب المصذر داته، فقد تجندت كافة السلطات والمصالح المعنية من أجل مكافحة هذه الحرائق الجديدةبإقليمالعرائش. وتمت تعبئة فرق للتدخل مكونة من عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، إلى جانب أفراد من الإنعاش الوطني ومتطوعين من الساكنة. وقالت السلطات إن فرق التدخل كانت مدعومة بآليات إطفاء وشاحنات صهريجية وسيارات إسعاف وسيارات نقل وأربع طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كانادير". وإلى حدود اللحظة، تم إجلاء 500 أسرة من مساكنها انطلاقا من 10 دواوير معنية بحريق غابة "بوهاشم جبل العلم"، و36 أسرة انطالقا من دوار "الرمل"، قصد تأمين سلامة ساكنة الدواوير المجاورة لأماكن الحرائق بشكل وقائي ودرءا لكافة المخاطر المحتملة. وتمكنت فرق مكافحة النيران، لحدود الساعة، من تطويق الحريق المسجل على مستوى غابة "المنزلة"، حيث أتى على ما يناهز 30 هكتارا من الغطاء الغابوي، وفق السلطات. كما تمكنت من تحويط 90 بالمائة من الحريق المندلع بالقرب من دوار "الرمل" بجماعة زعرورة، فيما تجاهد للسيطرة على أربع بؤر نيران نشيطة بكل من جماعتي تازورت وبني عروس. وبحسب ما عاينه موفد "العمق" إلى عين المكان، فإن دوار "دار الحيط" كان الأكثر تضررا من الحرائق بعدما حاصرته النيران من كل الجوانب، مشيرا إلى أن السلطات واجهت صعوبات في الدخول إلى الدوار من أجل نقل جثتي الضحيتين. وتأتي هذه الحرائق الجديدة بعد أيام قليلة من إعلان السلطات السيطرة التامة على مختلف الحرائق الأخيرة التي اندلعت بالشمال، وسط مخاوف من توسع رقعة الحرائق الجديدة. وأمس الإثنين، كشف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، عن مستجدات حرائق غابات الشمال التي اندلعت منذ أزيد من أسبوعين، حيث أوضح أن المساحة المتضررة بلغت 10 آلاف و300 هكتار.
وقال صديقي خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، إن عدة مناطق ببلادنا شهدت في الأسبوعين الماضيين خصوصا في تازةوالعرائش ووزان والحسيمة وشفشاون وتطوان حرائق كثيفة ومتزامنة من الحجم المتوسط إلى الكبير، وفي غابات شاسعة معروفة بقابليتها المرتفعة للاشتعال والاحتراق. وأبرز المسؤول الحكومي، أنه ساهم في إخماد هذه الحرائق حوالي ما مجموعه 4200 عنصر من مياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية وأعوان الإنعاش الوطني والمتطوعين معززين بشاحنات الإطفاء وصهاريج محملة بالمياه وسيارات التدخل السريع وسيارات الإسعاف وآليات وجرافات لفتح المسالك. وبحسب وزير الفلاحة، فقد تدخلت 5 طائرات "كنادير" تابعة للقوات الملكية الجوية و8 طائرات من ونوع "توربو 12" وهليكتوبتر تابعة للدرك الملكي مع الاستعانة لأول مرة بطائرة "درون" تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل رصد وتتبع بؤر الحرائق وتحديد التدخلات البرية والجوية بعد دراسة وتحليل صور تحت الحمراء. وأوضح صديقي، أن المساحة الاجمالية المتضررة بلغت 10 ألاف و300 هكتار في المجموع، مشيرا إلى أن المساحة التي كانت مهددة بأن تحترق كليا كادت أن تصل إلى ما يناهز 123 ألف هكتار وكادت أن تأتي النيران على سبيل مثال في إقليمالعرائش بالضبط في جماعة قولة وبوجيدان وتطوفت على مساكن تتضمن أكثر من 5200 عائلة أي أكثر من 35 دوار كان مهدد.