اعتبر الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، أن موجة الحرارة التي يعبر منها عدد من البلدان، بما فيها المغرب مؤخرا، تقتل عن طريق اجتفاف الجسم أو عن طريق الضربة الحرارية أو هما معا. ولتجنب تبعات هذه الموجة الحارة والحفاظ على سلامة الأرواح، قدم حمضي في تقرير توصلت به جريدة "العمق"، ثلاث إجراءات لها أهمية مطلقة، أولها شرب الماء والذي يعد ضرورة حيوية للكبار والصغار قبل الإحساس بالعطش، وشرب العصائر والشوربة للحصول على الأملاح المعدنية. ثم نصح الطبيب حمضي الجميع، وخصوصا كبار السن، بالاغتسال بمياه الرشاش دوش عدة مرات في اليوم دون تجفيف الجسم بالفُوَط بعد الحمام، معتبرا هذه الطريقة مهمة جدا، أو استعمال رشاش ماء لتبليل الجسم وخصوصا الوجه والأطراف وجدع الجسم برذاذ بارد. وكبدائل يمكن استعمال كمادات أو فوط جد مبللة. كما نصح الطبيب بتعريض الأطراف المبللة للهواء والريح أو ريح المروحة الكهربائية أو اليدوية، مشيرا إلى أن الأشخاص المسنين تنقص لديهم قوة الاحساس بالحرارة، وينقص الإحساس بالعطش، وأجسامهم لا تعود لها القدرة على تصريف الحرارة عن طريق التعرق مثل الشباب، وتبقى الحرارة محتبسه داخل أجسامهم وتتصاعد، ولا تجد لها مخرجا. ومن الإجراءات التي نصح بها الدكتور والباحث في النظم الصحية، "تناول وجبات خفيفة وعلى مرات متعددة في اليوم، والتركيز على الخضر والفواكه لمد الجسم بحاجياته من الماء والأملاح دون إنهاكه". كما نصح بالحفاظ على برودة المنزل أثناء النهار، إغلاق النوافذ لمنع تدفق الحرارة المفرطة من الخارج نحو البيت. وفي حال عدم توفر نوافذ خشبية أو غيرها لمنع دخول الحرارة، يمكن تعويضها باستعمال ستائر أو أغطية أو بطانيات للنوافذ في وقت الحر. وأثناء الليل، نصح بفتح النوافذ والباب لخلق تيار هوائي أثناء الليل وفي الصباح المبكر، عندما تكون درجة الحرارة الخارجية أقل من الداخلية، مع استعمال المكيَّف الهوائي إن وجد لتلطيف الحرارة والمروحيات الهوائية خصوصا بعد تبليل الجسم بالماء. وشدد الطبيب على ضرورة تجنَّب الخروج أثناء الأوقات الأشد حرارةً في اليوم من 11 صباحا إلى 9 مساء، وعند الضرورة ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة فاتحة اللون مع قبعة كبيرة، مع تجنَّب النشاط البدني المُجهِد والبقاء في الظل ما أمكن. كما دعا الدكتور الطيب حمضي بالنسبة للأطفال، إلى عدم تركهم وعدم ترك والأشخاص المسنين أو المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة داخل السيارات لوحدهم. وأشار إلى ضرورة تدخل طبي في حالة الشعور بالأعراض التالية العياء، دوار، عطش شديد، وألم بالرأس أو الشعور بتشنجات عضلية مؤلمة (خاصةً في الساقين أو الذراعين أو البطن)، أو غثيان، قيء، إسهال، أو أعراض جفاف جلدي واحمراره، مصحوب باحترار أو هذيان أو فقدان للوعي، أو اجتفاف الجسم والفم ونقص الوزن.