نظم ماستر العقيدة والتصوف في الغرب الإسلام، بتنسيق مع مؤسسة "لمع" لدراسة العقائد والأديان، محاضرة علمية بعنوان "التصوف وبناء الإنسان" من تأطير الدكتورة كريمة بوعمري، على هامش حفل توقيع أحدث إصداراتها "مطلات على علم التصوف" بقاعة المنوني بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وذلك بحضور شخصيات خارج المغرب وداخله. وفي تصريح لها، أشارت الأستاذة الجامعية الدكتورة كريمة بوعمري إلى أن التصوف "علم عملي يحتاجه كل مسلم في ظل ما يعيشه المجتمع من انهيار للقيم، وأن الحاجة إلى التصوف والتربية الروحية أمر واجب شرعيا وأخلاقيا لإحياء المنظومة الأخلاقية والرقي بالإنسان في مدارج ومقامات السالكين إلى الله". وأبرزت "أن حاجة العصر إلى علم التصوف لبناء الإنسان وتحقيق التوازن بين ثنائية الجسد والروح، إلى جانب كون التصوف علم كباقي العلوم الإسلامية له مؤلفاته وأعلامه ومصطلحاته، يستمد شرعيته من القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال علماء الصوفية". وأوضحت المتحدثة "أن هذه العناية بعلم التصوف كان القصد منها تحقيق الحرية الإنسانية وإخراج النفس من رعونتها ومداواتها من أدرانها، وذلك بإعادة التوازن بين الجسد والروح وتنظيم علاقة الإنسان بربه وبنفسه وبغيره". ولتحقيق هذه الأهداف، تم توقيع كتاب "مطلات على علم التصوف" من تأليف الدكتورة كريمة بوعمري، والتي بينت من خلال محاوره كونه يروم من حيث العموم، إلى إبراز حقيقة التصوف بما هو علم، وبيان مصدره وأصوله وغايته وأعلامه وأسسه التي حدها شيوخ التصوف من خلال تجاربهم الروحية. تجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل العلمي عرف حضور كل من الدكتور محمد جمال أبو الهنود والدكتورة عصمت دندش من دولة فلسطين، إلى جانب أساتذة جامعيين وباحثات وباحثين. جدير بالذكر أن الدكتورة كريمة بوعمري تعتبر من أول من أدخل علم التصوف إلى الجامعة المغربية من خلال إشرافها على ماستر العقيدة والتصوف في الغرب الإسلامي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، علاوة على إدارتها لمختبر العقائد والأديان للدكتوراه ومؤسسة لمع لدراسة العقائد والأديان.