دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، العالم أجمع، إلى بذل كل ما في وسعه لمنع وإسكات خطاب الكراهية من خلال الدعوة إلى احترام التنوع، وذلك بمناسبة الاحتفال الأول باليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية بمبادرة من المملكة المغربية. وقال المسؤول الأممي في رسالة له بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية، اليوم السبت 18 يونيو 2022، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منها، إن خطاب الكراهية سلوك يحرض على العنف، ويقوض التنوع والتماسك الاجتماعي، ويهدد القيم والمبادئ المشتركة التي تربطنا. وأشار غوتيريش إلى أن خطاب الكراهية يثير العنصرية وكره الأجانب وكراهية النساء، ويجرد الأفراد والمجتمعات من الإنسانية، ويؤثر تأثيرا خطيرا على ما نبذله من جهود في سبيل تعزيز السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة. وتابع: "الكلمات يمكن أن تُحول إلى سلاح وأن تسبب ضررا جسديا. ذلك أن التصعيد في حدة خطاب الكراهية إلى درجة ارتكاب العنف فعلا أسهم إلى حد كبير في وقوع أفظع الجرائم وأكثرها مأساوية في العصر الحديث، بدءا بمعاداة السامية التي أفضت إلى محرقة اليهود، ووصولا إلى الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994". واعتبر أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تسهم في تعظيم خطاب الكراهية، بحيث أصبح ينتشر عبر الحدود انتشارا سريعا. وما شيوع خطاب الكراهية ضد الأقليات خلال جائحة "كوفيد-19" إلا دليل إضافي على أن العديد من المجتمعات مناعتها ضعيفة جدا ضد الوصم والتمييز والمؤامرات التي تروج فيها، وفق تعبيره. وإزاء هذا الخطر المتنامي، يضيف المتحدث، "قمت منذ 3 سنوات بالإعلان عن استراتيجية الأممالمتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية. وتوفر هذه الاستراتيجية إطارا لتقديم دعمنا للدول الأعضاء في مواجهة هذه الآفة في ظل احترام حرية التعبير والرأي، بالتعاون مع المجتمع المدني ووسائط الإعلام وشركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي". وفي العام الماضي، التأمت الجمعية العامة لتصدر قرارا يدعو إلى الحوار بين الثقافات والأديان لمواجهة خطاب الكراهية، وأعلنت عن هذا اليوم الدولي الذي نحتفل به اليوم لأول مرة، وذلك بمبادرة من المملكة المغربية، بحسب تعبير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. وشدد المتحدث على أن خطاب الكراهية "خطر محدق بالجميع ومكافحته مهمة منوطة بنا جميعا. وهذا اليوم الدولي الأول لمكافحة خطاب الكراهية هو دعوة من أجل العمل. فلنجدد التعبير عن التزامنا بأن نبذل كل ما في وسعنا لمنع خطاب الكراهية والقضاء عليه من خلال تعزيز احترام التنوع والشمول". "18 يونيو" وتحتفل الأممالمتحدة اليوم 18 يونيو الجاري، لأول مرة، باليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية الذي اعتمدته الجمعية العامة في يوليو 2021، وذلك بمبادرة من المملكة المغربية، حيث قررت بهذه المناسبة، إطلاق حملة عالمية للتوعية والتعبئة ضد خطاب الكراهية تحت شعار "لا لخطاب الكراهية". وسيتم تنظيم عدة فعاليات في الأممالمتحدة لتخليد هذا اليوم، بما في ذلك حدث نظمه المغرب حول موضوع "دور التعليم في معالجة الأسباب الجذرية لخطاب الكراهية وتعزيز الإدماج وعدم التمييز والسلام"، أمس الجمعة، على الساعة الثالثة مساءً بتوقيت نيويورك والثامنة مساءً بتوقيت المغرب. كما سيتم عقد اجتماع غير رسمي رفيع المستوى بالجمعية العامة للأمم المتحدة لإحياء اليوم الدولي الأول لمكافحة خطاب الكراهية، وذلك يوم الإثنين 20 يونيو 2022 على الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت نيويورك والثالثة ظهرا بتوقيت المغرب، سيُبث مباشرة عبر تلفزيون الأممالمتحدة بالإنترنت. يأتي ذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمبادرة من المملكة المغربية، قرارا بإعلان يوم 18 يونيو يوما دوليا لمكافحة خطاب الكراهية، والذي سيتم الاحتفال به لأول مرة خلال يونيو 2022. وينص القرار على ضرورة مكافحة التمييز وكراهية الأجانب وخطاب الكراهية، ويدعو جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، بما في ذلك الدول، إلى زيادة جهودها للتصدي لهذه الظاهرة، بما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان. وترى الأممالمتحدة أن خطاب الكراهية "إنكار للقيم للأمم المتحدة وللمبادئ التي ابنى عليها ميثاقها، مثل احترام كرامة الإنسان والمساواة والسلام"، مشيرة إلى أن خطاب الكراهية يتخذ أحيانا "شكل خطاب عادي مقبول نسبيا في الحياة اليومية، ويأتي في شكل نكت أو فكاهة قد لا نلقي لها بالا". وأوضحت أن خطاب الكراهية المدفوع بتقنيات الاتصال الحديثة، ولا سيما بوسائل التواصل الاجتماعي، يشهد الآن توسعا متزايدا في العالم ويتخذ أبعادًا تنذر بالخطر، معتبرة أن ذلك يدعو لاتخاذ إجراءات معمقة لزيادة الوعي والتثقيف وتكييف الإطار القيمي والمعياري لمكافحة خطاب الكراهية، وتأمين التماسك الاجتماعي والسلام. ووضعت الأممالمتحدة وثيقة استراتيجية تُعرِّف من خلالها خطاب الكراهية بأنه "أي نوع من التواصل، الشفهي أو الكتابي أو السلوكي، الذي يهاجم أو يستخدم لغة ازدرائية أو تمييزية بالإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس الهوية، وبعبارة أخرى، على أساس الدين أو الانتماء الإثني أو الجنسية أو العرق أو اللون أو الأصل أو نوع الجنس، أو أحد العوامل الأخرى المحدِّدة للهوية".