بعد رفض البرلمان الألماني الفدرالي، السنة الماضية، مقترحا لحزب اليسار لرفع التمييز ضد المسلمين وتعزيز أمن المساجد في ألمانيا في ظل تنامي جرائم الإسلاموفوبيا، أكدت الحكومة الألمانية، الجمعة، أنه تم تسجيل 83 جريمة إسلاموفوبيا في البلاد في الربع الأول من عام 2022، فيما أوضح تقرير أعدته مبادرة برانديليج"(Brandeilig.org) التابعة لجمعية مناهضة التمييز (FAIR)، أنه تم تسجيل 768 هجوما على مساجد في ألمانيا بين يناير/ كانون الثاني 2014 ويونيو/ حزيران 2021. وجاء رد الحكومة الألمانية، حسب وكالة الأناضول، على استجواب يتعلق بجرائم الإسلاموفوبيا المرتكبة في ألمانيا، تقدم به حزب اليسار، موضحة أنه أصيب خلال تلك الجرائم 5 أشخاص. كل يومين يتعرض مسجد للاعتداء تأكيد الحكومة وقوع عشرات الجرائم في الربع الأول من السنة الجارية يعيد إلى الواجهة تهافت موقف البرلمان الألماني الذي رفض السنة الماضية مقترحا لرفع التمييز ضد المسلمين وتعزيز أمن المساجد في ألمانيا، تحت عنوان "العنصرية والتفرقة ضد المسلمين في ألمانيا"، تقدم به حزب اليسار لرفع التمييز ضد الجماعات الدينية وتعزيز أمن مساجد المسلمين. ويشغل حرب اليسار 69 مقعد بالبرلمان من إجمالي 709. وأشارت النائبة عن الحزب اليساري الألماني كريستين آن بوتهولز، أن كل يومين يتعرض مسجد للاعتداء، قائلة "كل يوم تزداد شدة الاعتداءات على المسلمين، وهذه التطورات مؤشر خطير". وتطرقت النائبة في كلمتها بالبرلمان، للحوادث التي تعرض لها المسلمون والتهديدات التي يتلقاها أئمة المساجد في مختلف أنحاء ألمانيا. ورفض المقترح أحزاب الاتحاد المسيحي، والحزب الديمقراطي الاجتماعي، والحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، والحزب الديمقراطي الحر. وشكلت وزارة الداخلية الألمانية في سبتمبر/أيلول 2019 مجموعة عمل مكونة من 12 خبيرا، من أجل تحليل المواقف العدائية تجاه المسلمين ومكافحتها. وأشار حينها وزير الداخلية لألماني هورست زيهوفر: أن المواقف المعادية للمسلمين لا تمثل تهديدا لهم فحسب، ولكن للتكاتف المجتمعي بشكل عام. تفاقم الظاهرة في ظل جائحة كورونا حسب (dw) الألماني، كشف تقرير إعلامي زيادة الاعتداءات على المسلمين ومساجدهم بألمانيا خلال عام 2020 رغم الحجر الصحي في ظل جائحة كورونا. وتشمل الجرائم الجنائية المسجلة، أعمال التحريض على كراهية المسلمين أو اللاجئين المسلمين عبر الإنترنت وحسب نفس المصدر، ذكر تقرير لصحيفة "نويه أوسنبروكه تسايتونغ" ، أن عدد الاعتداءات (الجسدية كما اللفظية) على المسلمين والمؤسسات الإسلامية مثل المساجد زاد في ألمانيا خلال عام 2020، على الرغم من القيود المفروضة على الحياة العامة بسبب جائحة كورونا. وسجلت السلطات ما لا يقل عن 901 حادثة مناهضة للمسلمين في عموم ألمانيا، بزيادة قدرها 2٪ تقريبًا مقارنة بعام 2019 (884 حادث). وجاءت هذه البيانات ضمن رد وزارة الداخلية الألمانية على سؤال لفريق حزب اليسار المعارض في البرلمان "بوندستاغ". وذكر تقرير الصحيفة أن 48 شخصا أصيبوا في الاعتداءات، وهو رقم أعلى بكثير مما كان عليه الأمر في عام 2019 (34 شخصا)، من بينهما شخصان لقيا حتفهما . وسجلت السلطات 77 حالة من اعتداءات وكتابات على الجدران وتدنيس للمساجد. في معظم الحالات، وكان الجناة من المتطرفين اليمينيين. وبذلك يتواصل اتجاه الزيادة المطردة في هذا النوع من الاعتداءات عام بعد عام. (824 عام 2018) ثم (884 عام 2019) و(901 عام 2020). وفي 2017، عندما قامت السلطات بتقييم البيانات المتعلقة بجرائم الإسلاموفوبيا لأول مرة، سجلت ما لا يقل عن 950 جريمة. وتشمل هذه الجرائم، على سبيل المثال، التحريض على كراهية المسلمين أو اللاجئين المسلمين عبر الإنترنت كرسائل التهديد والاعتداء على النساء اللواتي يرتدين الحجاب أو الرجال المسلمين الذين يمكن التعرف عليهم في الشارع. كما تشكل الأضرار التي لحقت بالممتلكات والكتابات النازية على الجدران في المنازل والمساجد جزءًا منها. وتعليقا على هذه الأرقام، قالت أولا ييلبكي خبيرة الشؤون الداخلية في حزب اليسار "هذه قمة جبل الجليد فقط وهي الجرائم المبلغ عنها". لأنه على الرغم من وجود فرص أقل للجرائم الجنائية في الأماكن العامة بسبب قيود جائحة كورونا، فإن عدد الاعتداءات تفاقم. ودعت ييلبك إلى سن قوانين أكثر فعالية لمكافحة التمييز. وكانت السلطات الألمانية قد كشفت في يونيو/حزيران 2019, عن إلقاء القبض على شخص بسبب تهديده بشنّ هجوم لقتل عدد كبير من الناس وتحديدا من المسلمين، ولفت نظر الإعلام العالمي، وقد عثر في منزله على أسلحة وفي أجهزته الإلكترونية على "ملفات ذات محتوى يميني متطرف". وتعتبر السلطات الألمانية "إرهاب اليمين المتطرف" التهديد الأول لأمن البلاد.