قاطع عدد من أعضاء مجلس جماعة الدارالبيضاء إفطارا جماعيا فاخرا، أقامته الرئيسة نبيلة الرميلي، أمس الأربعاء بمقر النادي الملكي "كولف أنفا"، بينما علل بعض الأعضاء رفضهم الحضور، بكون هذا الإفطار يأتي في "سياق غامض". وعلمت جريدة "العمق"، أن أعضاء من حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية وعضو حزب الاشتراكي الموحد، قاطعوا الإفطار الجماعي الذي أقامته الرميلي من ميزانيتها الخاصة كما أكد أحد أعضاء المجلس من الأغلبية في حديث مع جريدة "العمق". وحسب مصادر الجريدة، فجاء تنظيم العمدة لهذا الإفطار من أجل تعزيز التواصل بين أعضاء المجلس، أغلبية ومعارضة، وذلك قبل أيام قليلة على عقد دورة المجلس المقررة في 5 ماي المقبل. وجوابا على سؤال الأسباب الحقيقية وراء مقاطعة أعضاء من المعارضة لإفطار العمدة، قال عبد الصمد حيكر رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة الدارالبيضاء في تصريح ل"العمق"، إن هذا الإفطار الذي يسبق بأيام قليلة موعد دورة المجلس المقرر في الخامس ماي المقبل، "سياقه غير مفهوم". وأضاف حيكر في تصريحه ل"العمق" أنهم لم يفهموا الدواعي الحقيقية للإفطار الجماعي خاصة وأنه يتزامن مع عقد دورة المجلس، مضيفا أن مقاطعتهم تفسرها أيضا "ظرفية غلاء الأسعار التي يعرفها المغرب، علما أن الناخبين صوتوا عليهم للعمل وليس للأكل والرحيل، ولو كان هذا الإفطار مرتبطا ببرنامج عمل أو لقاء يتعلق بدراسة قضايا تهم المدينة لكان من الممكن أن يكون موقفهم مختلفا". وتابع حيكر أنه "إذا افترضنا أن العمدة كانت ترمي من خلال هذا الإفطار إلى مبادرة من أجل تعزيز التواصل بين مكونات وأعضاء المجلس الجماعي، فالمفروض أن يكون التواصل بين مكونات المجلس "ثقافة فعلية حقيقية للرئيسة وأغلبيتها وليس مع اقتراب الدورة"، مشيرا إلى "أن العمدة وأغلبيتها مافتئوا يدرسون منذ اليوم الأول بمجلس الجماعة ثقافة الهيمنة والإقصاء وليس التواصل، وهو ما يفسره التحايل على القانون في إناطة رئاسة لجنة من اللجان لفرق المعارضة". وسجل المتحدث، "أن التشاركية الحقيقية يجب أن تتجسد من خلال التحضير لجدول أعمال الدورة، وتوفير كافة المعطيات الضرورية والمطلوبة، والعمل الحقيقي على تنفيذ توصيات المجلس والتي سبقت المصادقة عليها بالإجماع، مضيفا أنه قد "سمعنا عن إفطار باذخ، ولم نعلم كم كلف من ميزانية الجماعة؛ في وقت تحتاج فيه الجماعة إلى موارد مالية إضافية فضلا عن ترشيد النفقات"، لأن الميزانية حسب حيكر "مرهقة بالأساس والانتظارات منها كثيرة". لذلك، أضاف المتحدث قوله "إن مقاطعتنا كفريق للعدالة والتنمية لهذا الإفطار، ترتبط بعدم وضوح المغزى منه، وأيضا لتعارضه مع ما تنهجه الرئيسة من إقصاء للمعارضة وهيمنة اعتدادا بأغلبية عددية". وفي اتصال مع أحد أعضاء الفريق الاستقلالي المقاطع لإفطار العمدة، قال إنهم في تحالف يحترمونه، وأن الأعضاء الذين قاطعوا ارتأوا عدم الحضور خاصة وأن هذا الإفطار يتزامن مع عقد الدورة بعد أسبوع، وذلك للنأي بأنفسهم من الكلام والقول بأن الهدف من جمعهم لهذا الإفطار هو "الماكلة والشراب للتصويت على برنامج دورة ماي".