لقد تابعث الإنتخابات الفرنسية عن كثب هذه المرة، لأرى ماتبقى من الديموقراطية الممثلية في أوروبا التي أصبحت قد تمكن الأحزاب من الوصول إلى الحكومات، ولم تعد تمكنهم من تحقيق التنمية المنشودة التي يطالب بها المواطن الأوروبي، عندما تقابل أوروبيا وتسأله عن الوضع الإقتصادي والإجتماعي والسياسي يبادرك بهذه الجمل السياسات فاشلة الإقتصاد ضعيف المعاناة مستمرة بسبب كثرة البطالة، الحياة صعبة بسبب الغلاء، الثقة في الأحزاب منعدمة، وعندما تسمع هذه الكلمات تضن أنك في أحد الدول الإفريقية الضعيفة، أو في إحدى دول أمريكا اللاتينية، وعندما تتابع مناقشة الديموقراطية من طرف النخب في الدول الديموقراطية تجد أن الديموقراطية الثمثلية ليست دائما هي الحل، لكنها متنفس للشعوب، ومسكن لجميع الأصوات الشاذة، وفيها إحترام للأغلبية وإحترام للأغلبية، وتبقى فرنسا نموذجا لهذه الديموقراطية التي انبثقت من عصر الأنوار، لقد خاطب السيد مانويل ماكرون بعد فوزه لولاية ثانية جمهوره، بالشكر والتقدير لجميع المصوتين له، وخاطب الذين صوتوا ضده لصالح منافسته السيدة مارين لوبين، والذين صوتوا له فقط لكي لانتجح منافسته في الرئاسة السيدة لوبين، حيث أمد بأنه رئيس لجميع الفرنسين، وطالب من أنصاره عدم النطق بأي شيىء ضد من صوت ضده، مما جعل الجميع يصفق لمفهوم الديموقراطية السياسية في بلد الأنوار، وبالمقابل تحدث السيدة مارين لوبين بنفس الحماس وكأنها منتصرة على قوى خفية قوامها المال، ومصدرها اللوبيات الإقتصادية وغيرها ، وأتهمت الرئيس المنتخب للولاية الثانية السيد بأنه يفرط في مبادىء وقيم ومصالح فرنسا، لكن دعت إلى الإستمرار في التعبئة للحصول على مقاعد كافية للقيام بالمعارضة كما يجب، لأنها تؤمن بأن الديموقراطية القوية أحيانا هي التي تدبر الحكم وليس الأغلبية، ونلاحظ من الخاطبين لكل من السيد رئيس ماكرون والسيدة مارلين لوبين، أن الخاصر بقوة هي فرنسا القوية بإقتصادها وبإصلاحاتها الإجتماعية، ولقد أعجبت كثيرًا، عندما قال الرئيس ماكرون لن نكرر ماوقع في السنوات الخمس الماضية، سنقرر إختياراتنا من جديد، لأنه لايرى عيبا أن يراجع سياساته الداخلية والخارجية، من خلال هذه الإنتخابات الفرنسية نتأكد يوما بعد يوم أنه لامحيدة ولابديل عن الديموقراطية التي ترضي الجميع وتقنع الجميع، ولامجال في المستقبل في دول العالم للديموقراطية التي تقصي الجميع، وتتحدى الجميع وتحتقر الجميع.