سيطر الارتباك والتعثر اعتماد الترجمة الأمازيغية الفورية في الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، للمرة الأولى خلال جلسات البرلمان. وسجل عدد من النواب البرلمانيين الحاضرين في الجلسة المشاكل والاختلالات التي ترافق اعتماد الترجمة الفورية الأمازيغية حيث انتقدوا طريقة تنزيلها، كما أشار يونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، إلى أن هذه التقنية لا تشتغل من الترجمة الأمازيغية إلى العربية. وأراد سكوري الإجابة على سؤال طرحه أحد النواب باللغة الأمازيغية غير أنه أكد أن السماعات المخصصة لهذه الترجمة لا تعمل. من جانبه، أكد رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية أن الترجمة الفورية من الأمازيغية للعربية لا تبث من خلال السماعات المخصصة لذلك، حيث لم يتمكن، على حد قوله، من سماع ترجمة تدخل نائب طرح سؤاله بالأمازيغية. كما طالب النائب البرلماني عن الفريق الحركي، محمد أوزين، "بتدارك كل الاختلالات التقنية المصاحبة لهذه التقنية، مشيرا إلى أن هذا الأمر طبيعي حاليا لأننا في بداية تنزيل هذا الرهان الاستراتيجي، منبها المجلس إلى ضرورة اتخاذ الترتيبات القانونية اللازمة التي يستلزمها هذا الخيار الإيجابي من خلال تعديل النظام الداخلي وتضمين القواعد المتعلقة بإدماج الأمازيغية في عمل المجلس". ودعا أوزين إلى "ضرورة استحضار مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، الذي ينص على ضرورة استعمال اللغة المعيارية مع تكييفها مع التعبيرات اللسنية المتفرعة عنها". وتواصلت اختلالات هذه التقنية أيضا، من خلال بث الجلسة على القناة الرسمية للمجلس على "اليوتيوب" حيث سجل تداخل في أصوات المترجمين للأمازيغية، خاصة أن المجلس خصص ثلاث لهجات للأمازيغية، ويتعلق الأمر ب"تمازيغت" و"تشلحيت" و"تريفيت". وكان مجلس النواب، أعلن الجمعة في افتتاح الدورة التشريعية الثانية من السنة التشريعية 2021-2022، اعتماده بشكل رسمي للترجمة الفورية إلى اللغتين العربية والأمازيغية في الجلسات العامة الأسبوعية والشهرية المخصصة لمساءلة رئيس الحكومة. وأشار رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، إلى أن من بين ما اشتغل عليه مكتب المجلس خلال الفترة ما بين الدورتين تفعيلُ أحكام الدستور ومقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولويات، في أعمال مجلس النواب. وقال في كلمة خلال افتتاح الدورة الربيعية، إنه "وفاءً بالتزامٍ أعلنَّا عنه خلال الدورة السابقة، أن أعلن رسميا عن الشروع في اعتماد الترجمة الفورية في اللغتين العربية والأمازيغية في الجلسات العامة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفويةَ والجلسة الشهرية التي يجيب خلالها رئيس الحكومة على أسئلة أعضاء المجلس، وذلك ابتداء من جلسة الإثنين 11 أبريل 2022".