عبر الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" عن رفضه للتدخل العسكري بليبيا لمحاربة تنظيم الدولة، ودعا إلى "حوار شامل"، فيما تخوفت الجزائر من أي تدخل عسكري بجارتها ليبيا ودعت إلى ضرورة إيجاد حل سياسي. ودعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، رمطان لعمامرة، الأحد، بالجزائر العاصمة الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون إلى "ضرورة إيجاد حل سياسي سلمي" في ليبيا. وصرح لعمامرة بمؤتمر صحفي رفقة بان كيمون "تحدثنا مطولا عن الوضع السائد في ليبيا و أكدنا على ضرورة إيجاد حل سياسي و سلمي". وتتخوف الجزائر من أي تدخل عسكري دولي بليبيا، قد يدفع الجماعات المسلحة، وعلى رأسها تنظيم الدولة، اللجوء إلى الجزائر عبر حدودها الشرقية. وعزز الجيش الجزائري وحداته القتالية المرابطة على الحدود الشرقية مع ليبيا، تحسبا لأي طارئ، في حال تدخل دولي في ليبيا لمطاردة تنظيم "داعش". وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية في لقاءه مع بان كي مون أن الحل السياسي يعد "الحل الوحيد الذي سيسمح لليبيا باستعادة سيادتها"، موضحا "رفضنا التدخل العسكري الأجنبي كموقف مبدئي للجزائر له ثوابته، لأن هذا النوع من التدخل سيؤدي إلى حالة فوضى ودمار يمكننا الاستغناء عنها". وحل الأمين العام الأمميبالجزائر، بجولة مغاربية، حيث زار مخيمات تندوف الجزائرية، السبت، قبل تنقله للعاصمة الجزائر، الأحد. وقال كيمون، بالمؤتمر الصحفي إن "الحوار الشامل" هو السبيل الأمثل لحل الأزمات وأن أي حل عسكري من شأنه أن يزيد الأوضاع تأزما"، كما أكد أن موقفه المبدئي يقوم على أساس أنه "لا وجود لحل عسكري لأي أزمة مهما كانت". موضحا أن "الحل العسكري يكون ضروريا في بعض الأحيان عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب، لكن مهما كانت الأزمة فلابد من محاولة إيجاد حلول سياسية لها". ويرى كيمون أن ما يجب القيام به لحل أية أزمة هو "إجراء حوار شامل" وهذا "بالضبط ما تفعله الجزائر حاليا، فقد التزمت فعليا بالعمل مع كافة الأطراف من أجل تسوية الوضع في ليبيا". من جهته، أفاد محمد السعيد، رئيس حزب الحرية والعدالة بالجزائر، في تصريح لموقع "عربي21"، الأحد، بأنه "يجب القول أن تمدّد تنظيم داعش في ليبيا والساحل الأفريقي للتعويض عن خسائره في العراق و سوريا، أصبح يهدد بتدخل عسكري غربي مباشر وشيك ينتظر فقط غطاء شرعيا من الحكومة القادمة". وتابع السعيد "إذا ازداد الاستقرار هشاشة في تونس نتيجة تدفق آلاف اللاجئين الليبيين، كما حصل للبنان و الأردن جراء الحرب في سوريا، فإن جبهة إنهاك جديدة تُفتح أمام الجزائر سيما وأن هناك معلومات سرّبتها الصحافة السعودية، عن تورط أحد أعضاء الوفد الليبي المشارك في حوار الصخيرات المغربية في جلب السلاح إلى داعش ليبيا". في السياق ذاته قال مصدر دبلوماسي جزائري، في تصريح لموقع "عربي21"، على هامش زيارة بان كيمون للجزائر، الأحد، إن "الجزائر أفشلت مخططا لنقل العاصمة الليبية من طرابلس إلى بنغازي"، وتابع" كانت هناك مساعي حثيثة للوصول إلى هذا الهدف بداع تدهور الوضع الأمني بطرابلس. وقال المصدر ذاته إن "الجزائر دعت الليبيين إلى إنشاء محميات أمنية للمسؤولين الكبار بليبيا تفاديا لتصفيتهم، مثلما فعلت الجزائر خال الأزمة الدموية مطلع التسعينيات". وتساءل الدبلوماسي الجزائري "لماذا لم يغير العراقيون عاصمتهم بغداد بالرغم من تدهور الوضع الأمني". موقع "عربي 21"