أكدت حكومة عزيز أخنوش، أن المغاربة هم أكبر جالية تم إجلاؤها من أوكرانيا، بعد المواطنين الأوكرانيين، واصفة عملية الإجلاء ب"الناجحة" و"الاستثنائية"، مشيرة إلى أنها ستستمر في متابعة الوضع، وستقوم بأي تدخل تكون الحاجة إليه. وقال الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، خلال الندوة الصحفية التي تلت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، الخميس، إن الحكومة قامت بمجهود استثنائي بتوجيهات صريحة من الملك من أجل إجلاء الجالية المغربية بأوكرانيا. وأضاف، بايتاس، أن هذا المجهود الكبير بشهادة الجميع، مضيفا أنه كان هناك متابعة وحس استباقي منذ الأيام الأول لظهور هذه الأزمة، لافتا إلى أن الرقم الأخضر الذي وضعته وزارة الخارجية، ومبيعات التذاكر، كانا مؤشرين لمعرفة هل الأزمة تتجه نحو الحل. وفي هذا الإطار، قال بايتاس، إن معدل الاتصالات مثلا انتقل من 1000 اتصال في اليوم إلى معدل 16 اتصال سجل اليوم، في حين أن حجم مبيعات التذاكر في المرة الأولى كانت توصية السفارة بمغادرة البلاد ارتفعت المبيعات، وتم تخصيص 5 رحلات. وأبرز المتحدث، أنه تمت برمجة رحلة سادسة بعد ذلك، غير أن الرحلة الخامسة كانت فيها نسبة الملء لا تتجاوز 30 بالمائة، مشيرا إلى أن مبيعات التذاكر كانت تتم داخلية، أي أنه بإمكان الآباء شراء التذاكر بسعر 750 درهم لأبنائهم. في سياق متصل، قال وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عرضا إن المغرب يعد من الدول السباقة التي اتخذت إجراءات عملية لصالح مواطنيها بأوكرانيا، مضيفا أن المغرب من الدول القليلة التي أنشأت فرقا ميدانية بحدود الدول المجاورة لمنطقة التوتر. وأوضح بوريطة، ضمن عرض قدمه خلال المجلس الحكومي، الخميس، أن هذه الفرق حرصت على تيسير عملية عبور المواطنين وبرمجة رحلات خاصة في مدة وجيزة، لافتا إلى أن المغرب يعتبر من بين الدول التي تتوفر على أكبر الجاليات الطلابية بأوكرانيا بنحو تقريبا 8800 طالب. لذلك، يضيف وزير الشؤون الخارجية، اتخذت الوزارة حزمة من الإجراءات الاستباقية لمواكبتهم، حيث أصدرت سفارة المملكة بلاغها الأول بتاريخ 12 فبراير الماضي، أوصت من خلاله المواطنين بمغادرة البلد، حرصا على سلامتهم. وأشار في السياق ذاته، إلى أنه تم تنظيم 5 رحلات جوية غادر عبرها حوالي 3 آلاف طالب، كما تم إحداث مركز اتصال تلقى أكثر من 6 آلاف مكالمة، وهي الإجراءات التي تواصلت بعد اندلاع الأحداث فتم تحديد ممرات برية غادر من خلالها 5 آلاف من المواطنين المغاربة. وبحسب بوريطة، فقد قامت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بتعبئة شاملة سواء على الصعيد المركزي أو على صعيد سفارة المملكة بكييف وسفارات الدول المجاورة حيث تم اتخاذ مجموعة من التدابير تشمل الحضور الميداني الشخصي لسفراء المغرب وكل الأطقم الدبلوماسية والقنصلية بالمنافذ الحدودية المعنية. وأوضح المسؤول الحكومي، أنه تم نشر بعثات قنصلية ميدانية قارة على حدود الدولة الأربعة مع أوكرانيا وتسهيل الإجراءات القنصلية واعتماد مرونة استصدار وثائق المرور المستعجلة لفائدة المواطنين المغاربة الذين لا يتوفرون على جوازات السفر.