أنشأ المغرب، حديثا، منطقة عسكرية بالجهة الشرقية، المتاخمة للجزائر، بتعليمات من الملك محمد السادس. وجرى السبت الماضي، تنصيب الجنرال دو ديفيزيون محمد مقداد، قائدا لها، في حفل ترأسه الجنرال دوكور دارمي الفاروق بلخير المفتش العام للقوات المسلحة الملكية و قائد المنطقة الجنوبية. وبحسب المنتدى العسكري، "فار ماروك"، فإنه "على غرار النموذج الدفاعي الفريد بالمنطقة الجنوبية، سيتم تعميم النظام الدفاعي والعيش العسكري الخاص بالمنطقة الجنوبية على المنطقة الشرقية للحد من الجريمة العابرة للحدود من التهريب والهجرة الغير الشرعية وتجارة الممنوعات وكذا تعزيز قدرات الدفاع عن حوزة وسلامة أرض الوطن". وقال الخبير الأمني والعسكري، محمد شقير، في تصريح لجريدة "العمق"، إن إحداث منطقة عسكرية شرقية، يدخل في إطار تعزيز المغرب لأمنه على المستوى الحدود، درءا لأي خطر أو تهديد قادم من الجزائر. وأضاف شقير، أنه "إذا كانت المنطقة العسكرية الجنوبية قامت بدور وواجهت التسللات وهجومات البوليساريو، بدعم من الجزائر وقبلها ليبيا، فالمنطقة العسكرية الشرقية ستقوم بدور تحصين الحدود المغربية خاصة بعد الاستفزازات التي قامت بها قوات الجيش الجزائري من طرد لبعض الأهالي المغربية من أراضي على الحدود وتشييد مجموعة من القواعد على الحدود". واعتبر أن التوتر الحالي بين البلدين، والذي وصل إلى قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب إلى جانب أن الحدود كانت دائما مصدر تهريب كل أنواع السلع سواء المشروعة أو غير المشروعة، إضافة إلى الحشيش والعقاقير المهلوسة، يفرض إنشاء هذه المنطقة العسكرية بالجهة الشرقية. في غضون ذلك، قال الخبير العسكري، إن الحدود مع الجزائر أصبحت كلها مصدر مشاكل وتهديدات بالنسبة للمغرب، وبالتالي كان عليه أن يعزز ويحصن حدوده الشرقية، مضيفا أن المنقطة العسكرية الشرقية، هي امتداد للمنطقة الجنوبية، وبالتالي إقفال أي مسالك أو ثغرات يمكن أن يتسرب منها أي تهديد من الجهة الشرقية وفي نفس الوقت استباق أي هجوم أو خطر ممكن قادم من الجزائر. وشدد على أن "هذا كله يدخل في إطار إستراتيجية عسكرية من أجل تأمين الحدود"، مضيفا أنه بعد إعادة السيطرة على معبر الكركرات، جاء الدور على المنطقة الشرقية التي يمكن أن تشكل خطرا وتهدد الاستقرار والأمن العسكري للمغرب. بخصوص دلالات تعين الجنرال دو ديفيزيون محمد مقداد، لقيادة هذه المنطقة، قال شقير، إن "الجنرال مقداد كان في الأصل اشتغل وعين في المنطقة الجنوبية وبالتالي، فإن إسناد هذه المنطقة لهذه الشخصية العسكرية، يدخل في إطار تحصين الأمن الفاعل للمغرب على متسوى الحدود مع الجزائر التي أصبحت تشكل تهديدا أساسيا لا من خلال التصريحات، أو الحملات الإعلامية أو التسابق نحو التسلح". يشار إلى أن الجنرال مقداد من مواليد إقليمالجديدة، وهو من قادة القوات المسلحة الملكية المشهود لهم بالكفاءة والانضباط والاستقامة، ودفاعه المستميت عن مقدسات الأمة وتشبته الكبير باهذاب العرش. حيث عمل طيلة حياته العسكرية بالمنطقة الجنوبية وسقط جريحا في عدة معارك وسبق أن نجى من انفجار لغم أرضي. وبحسب المنتدى العسكري "فار ماروك"، فقد تقلد الجنرال مقداد، عدة مناصب القيادية كان آخرها قائدا لقطاع واد درعة SOD قبل أن يحظى بالثقة الملكية لقيادة المنطقة الشرقية حديثة التأسيس.