في مركز الحاج قدور التابع ترابيا لجماعة سيدي سليمان مول الكيفان، الغنية بمواردها الفلاحية وأنشطتها الصناعية الوازنة، تقع ثانوية بنعيسى الجرواني الإعدادية. وأنت في طريقك إلى هذه المؤسسة، ما أن تُقبل على واجتها الكئيبة حتى تتثاقل خطاك، تثاقل مُقبِلٍ على جحيم. حُشرت هذه الإعدادية التابعة إداريا لمديرية مكناس، بين مقبرة الحاج قدور والمباني الصفيحية والعشوائية المفتقرة لأبسط ظروف العيش السليم، بما في ذلك الولوجية الصعبة والمتعذرة أحيانا. وضعٌ جعل محيط المؤسسة يسبح في الماء شتاء، ويئن صيفا تحت وطأة روائح كريهة ونوع عجيب من الذباب. والمؤسف أن تلاميذ المؤسسة لم يجدوا حتى سقيفة تحميهم لهيب الصيف أو أمطار الشتاء، وهم من يقضون بجنبات المؤسسة كامل يومهم لبعد منازلهم، بثياب مهترئة لا تخفي مغبة الفقر، بل لعنة التفقير التهميش.. إعدادية واقعة بين الموتى والمغضوب عليهم والخلاء المخيف، حري أن يُكَثّف التواجد الأمني بها، خاصة وأنها أضحت موئلا لمن لا شغل له، غُرباء يزدحمون على باب المؤسسة صباح مساء بشكل لا تخطئه عين، إلا عين أصابها مرض الرمد أو شيء من السبات. إن ما زاد الطينة بلة، هو أما أقدمت عليه جماعة سيدي سليمان مول الكيفان قُبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة وعلى أعين السلطة المحلية، مِن صنيع شنيع، يُعد بحقّ مجزرة في حق هذه المؤسسة، بل جُرم لا يُغتفر؛ حينما أقدمت على تهيئة وإصلاح شارع رئيسي وسط مركز الحاج قدور، ولمّا اقترب الإصلاح من الإعدادية بحوالي (500 متر) توقّفت الأشغال، تاركة لنا ما تبديه الصور من بؤس. ودعني سيدي رئيس الجماعة أتساءل معكم؛ هل هذا هو موقع التعليم في سلم اهتماماتكم؟ سيدي الرئيس، هل لك أن تحدثنا عن نجاعة مخططاتكم لتنمية الجماعة والنهوض بأوضاع ساكنتها دون العناية بالتعليم؟ سيدي الرئيس كيف تسول لكم أنفسكم إقبار مؤسسة تُحسن أوضاع شبابكم، وتيسر إدماجهم المهني بهذا الشكل الفظيع؟ إن هذا الوضع البئيس لن يفقدنا أمل التطلع للأفضل، أملي في المجلس الجماعي الجديد/ القديم للاستدراك كبير، وطلبي من المجلس الإقليمي أن يلتفت إلى هذه المنطقة بمبادرة تنهض بالوضع التعليمي بمركز الحاج قدور عموما، وبظروف تلاميذ هذه المؤسسة المهمشة خصوصا، كما أرجو من السلطة وعلى رأسها السيد عامل عمالة مكناس الدفع في اتجاه رفع ما نحسه من غبن مُذل.