بلغ عدد المغاربة العائدين من الخارج بعدما ظلوا عالقين منذ قرار إغلاق الحدود الجوية بسبب متحور فيروس كورونا "أوميكرون"، 5760 مواطنا ومواطنة، وذلك خلال الرحلات الاستثنائية التي نُظمت طيلة الفترة من 15 إلى 22 دجنبر 2021. جاء ذلك في مداخلة لمصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الاثنين، خلال جلسة الأسئلة الأسبوعية بمجلس النواب، ضمن الإحاطة علما التي تقدمت بها نواب برلمانيون بخصوص وضعية العالقين. وكشف الوزير أنه بعد قرار السلطات الوطنية تعليق الرحلات الجوية الدولية في اتجاه المغرب منذ 29 نونبر 2021، تمت تعبئة جميع المصالح والإمكانيات من أجل ترحيل عدد من المواطنين المغاربة المقيمين بالمغرب والذين سافروا إلى خارج التراب الوطني لدواعي سياحية أو عائلية أو مهنية أو علاجية بحيث أصبحوا عالقين بالخارج. وأشار بايتاس إلى أنه بتنسيق بين السلطات المغربية المختصة، خاصة وزارات الشؤون الخارجية، الداخلية، الصحة، النقل، السياحة وكذا الإدارة العامة للأمن الوطني، تم تنظيم جسر جوي انطلاقا من ثلاث دول، هي البرتغال، تركيا، الإمارات العربية المتحدة. وأبرز الناطق الرسمي باسم الحكومة، أنه تم اختيار هذه البلدان باعتبارها مناطق عبور جهوية من شأنها ان تسمح باستهداف وتسهيل عودة المواطنين المغاربة العالقين في مختلف المناطق القارية التي يتمركزون فيها بشكل كبير (أوروبا، آسيا، العالم العربي). ووفق الوزير، فقد تم ترحيل ما بين 1000 و1500 شخص في اليوم، باعتماد معايير موضوعية محددة بشأن المواطنين المستفيدين، والتي تم تطبيقها بطريقة مرنة ومواطنة أخذا في الاعتبار خصوصية كل حالة على حدة، في الوقت الذي أبان فيه المواطنون المعنيون عن التزامهم بالإجراءات المحددة لهذه العملية، بوعي ومسؤولية. وأوضح المتحدث أن هذه العملية تمت في إطار احترام بروتوكول صحي خاص يتمثل في الإدلاء بنتيجة اختبار الكشف "بي سي آر" قبل السفر ب 48 ساعة على الأقل؛ والخضوع للحجر الصحي طيلة 7 أيام في فنادق مخصصة لهذا الغرض على نفقة الحكومة المغربية؛ وإجراء اختبارات كشف "PCR" خلال فترة الحجر الصحي كل 48 ساعة؛ والتكفل بحالة كل من جاءت نتيجة كشفه إيجابية سواء بالمطار أو بالفندق، من قبل السلطات الصحية المختصة. وأشار بايتاس أنه تم توزيع المواطنين العائدين عبر الرحلات الاستثنائية بحسب الوحدات الفندقية بخمس مدن، هي أكادير (1937 مستفيدا) ومراكش (1550) والدارالبيضاء (935) وفاس (669)، وطنجة (669)، لافتا إلى أن من مجموع المواطنين العائدين عبر الرحلات الاستثنائية أكملوا مدة العزل الصحي بالفندق. ولفت مصطفى بايتاس، إلى أنه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، تم بذل مجهودات كبيرة بتنظيم لوجيستي محكم، من أجل ضمان حسن وانسيابية تنظيم العملية، وذلك من خلال تعبئة الطائرات الناقلة، إجراء التحاليل الطبية عند الوصول، تنظيم النقل الداخلي من المطارات إلى الفنادق التي تم تخصيصها لغرض العزل الصحي مع إجراء تحاليل جديدة كل 48 ساعة. وبخصوص أسعار التذاكر، قال بايتاس إنه تم بذل جهود مهمة فيما يخص أسعارها لجعلها في متناول المسافرين رغم أن مجموعة من رحلات العودة انطلقت بطاقة استيعابية جد منخفضة لم تتجاوز في بعض الأحيان 25 و30 في المائة. كما أن الإعلان عن مواعيد الرحلات قبل 48 ساعة على الأقل من انطلاقها ساعد العائدين على اتخاذ ترتيبات سفرهم وأخذ تذاكرهم. وأضاف أن كل الإجراءات والتدابير تطلب تمويلها تعبئة مالية مهمة من طرف الحكومة؛ حيث تم تنفيذ هذه العملية الاستثنائية بالمرونة اللازمة فيما يخص تطبيق التدابير والمعايير المنظمة لها، بهدف تقديم المساعدة وتيسير ظروف العودة لجميع المواطنين المعنيين، علما أن مسألة التنقل والسفر تظل من أكبر التحديات التي تواجهها كل دول العالم في سياق تأثير الجائحة. وشدد على أن السلطات العمومية المختصة ستظل معبأة من أجل مواجهة التحديات المستقبلية في سياق الجائحة، وخاصة ما يتعلق بإيجاد الحلول المناسبة للوضعيات المختلفة التي قد تفرضها الوضعية الوبائية على المواطنين المغاربة بمناسبة تواجدهم خارج التراب الوطني وبما يضمن الأمن الصحي لكل المغاربة، وفق تعبيره.