بعد سنوات من تدمير الهوية الإخبارية لقناة "ميدي 1 تيفي"، على يد مديرها العام عباس عزوزي، وتحولها إلى قناة عامة، وعدم تمكنها من منافسة القنوات الوطنية الأخرى، تحاول قناة ميدي 1 تيفي استعادة هويتها الإخبارية، ابتداء من مطلع سنة 2016، وفق ما ذكرت مصادر بالقناة. العزوزي قدم أمام العاملين في القناة يوم الخميس الماضي عرضا حول التوجهات الجديدة للقناة، والمتمثلة أساسا في العودة إلى بث النشرات الإخبارية طوال ساعات اليوم، بين السادسة صباحا والسادسة مساء، بالإضافة إلى نشرة الأخبار المسائية، التي ستحافظ على توقيتها الحالي في الثامنة و45 دقيقة مساء. العرض الذي لم يرق العاملين بالقناة، حسب مصادر "العمق المغربي"، بالنظر لتغاضيه عن الإشكالات الحقيقية التي تعيشها القناة، وعلى رأسها ضعف الإمكانات البشرية واللوجستية، وظروف اشتغال العاملين، وغياب رؤية واضحة لطريقة الاشتغال، لم يخلف الأثر الذي رغب العزوزي في تركه لدى الحاضرين، ولم يتمكن حتى من انتزاع تصفيقات المجاملة. وتقوم الاستراتيجية الجديدة على التركيز على منطقة المغرب العربي، مع إعطاء بعد إفريقي للقناة، وهو ما عزز التكهنات بخصوص صدور أوامر من الجهات العليا لتغيير شكل القناة، بالنظر لحاجة المغرب إلى قناة تعبر عن سياسته الخارجية، ذات بعد سياسي إخباري، مع العلم أن العزوزي عرف لدى الجميع بكرهه للبرامج السياسية ولنشرات الإخبار، بالنظر لأنها لا تحقق أي عائد مادي. المشروع يهدف أيضا إلى إطلاق قناة ثانية باللغة الفرنسية، تركز على البعد الإفريقي والمغاربي، مع استحضار الأفارقة المقيمين في أوربا، وخصوصا فرنسا، لكن هذا التوجه يجد أمامه تحديات الإمكانات البشرية والمادية واللوجستية، خصوصا في ظل الحديث عن فتح مكاتب للقناة في بروكسيل وتونس وياوندي وواكادوكو وأبيدجان. ولم تتمكن القناة خلال الفترة الماضية، رغم استرتيجيتها السابقة التي ترتكز على مبدأ القرب، تحقيق انتشار واسع وفتح مكاتب في مختلف جهات المملكة، بينما تحدث العزوزي في عرضه عن منافسة القنوات الدولية، والتواجد على رأس اختيارات المشاهد في منطقة المغرب العربي والدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية. وسيتم الإبقاء في المقر الرئيس للقناة بالمنطقة الحرة بطنجة على إنتاج الأخبار فقط، بينما ستنقل كافة البرامج إلى الرباط، بالنظر إلى المشاكل التي يطرحها تنقل الضيوف نحو عاصمة الشمال.