لم تكن مباراة عادية.. الأضواء سلطت عليها من كل حدب وصوب تغطية عالمية وقنوات ومواقع تحدثث بشكل لا يصدق على هذه القمة المغاربية في نهائي قبل الأوان لكأس العرب في دوحة العرب.. المغرب أقوى منتخب في البطولة والجزائر كذلك..تواجها من أجل هدف واحد مواجهة أصحاب الأرض قطر في مربع الذهب في لقاء حبس الأنفاس وكان الأجمل فنيا والأروع جماهيريا في حضورها القياسي والمميز أخلاقيا بين عناق وروح رياضية بين اللاعبين في رسالة مفادها " كرة القدم تجمع الشعوب ولا تفرقها". اللقاء كان ساخنا في أشواطه.. تارة سيطرة خضراء وتارة أخرى حمراء سجال رهيب ومعركة الوسط كانت عنوانها الأبرز البقاء للقوي وفعلا الجزائر أمسكت الكرة في منتصف ملعبها ونحن عانينا من ذلك.. رأسية الكرتي كادت تزلزل مدرجات ملعب الثمامة ولكن مبولحي رئيس جيش الجزائر حرمه من ذلك.. مزياني كذلك يرد ولكن تسديدته غالطت الخشبات الثلاث.. شوط تكتيكي غالب عليه طبع الحيطة والحذر وانتهى سلبيا النتيجة كما بدأ. الفصل الثاني من الديريي.. فرصتان جزائريتان بلمح البصر ولولا الزنيتي لتغيرت أرقام المباراة ! أسود الأطلس تراجعوا والجزائر تمسك زمام المبادرة ويوسف البلايلي بذهائه ومكره يتصيد الشيبي لتعلن عن ركلة جزاء تكلف بها ياسين إبراهيمي الذي دون هدف السبق وفرحة هناك في مدرج الجزائر تعلوا أصواتا وأهازيج وصمت رهيب في مدرج المغاربة الذين عاشوا على انتظار زئير الأسد النائم.. وفعلا.. الأسد استيقظ ورأسية المتألق الناهيري تعيد المباراة لنقطة الصفر وهيستريا تعم الملعب لتتعادل الكفة حاليا.. تواصلت المعركة.. لكنها لم تخلوا من لقطات جميلة جدا كاعتذار للاعبين وعناقهم الحار في مشهد يقشعر البدن ويلألأ الأبصار التي قد تذرف الدموع عن ما دمرته السياسية وحاولت فصل الشعبين اللذان يعشقان بعضهما لبعض.. وكرة القدم كانت السبب في ذلك. ذهبت المباراة لأشواط إضافية التي عرفت إثارة ودراما من نوع خاص ولن تراها عزيزي القارىء في كبرى المباريات.. بلايلي يطلق نيزكا أو صاروخا من منتصف الملعب ليستقر في شباك الزينيتي في هدف البطولة.. ولكن القائد بانون أبى أن يستسلم الأسود فعادوا مجددا برأسية الذهب.. وتكون ركلات الأعصاب هي الحل.. والجزائر تتأهل بجدارة واستحقاق ..والمغرب يخرج مرفوع الرأس.. في مباراة سيتذكرها أجيال وأجيال في ديربي أمتع العالم وفيه دروس وعبر..