اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الرحيم العلام، أن عودة عبد الإله بنكيران لقيادة حزب العدالة والتنمية، كانت متوقعة منذ المؤتمر الأخير الذي أسفر عن انتخاب سعد دين العثماني أمينا عاما، وأنه لولا المانع القانوني لتم انتخابه أمينا عاما لأكثر من ولايتين. وأبرز العلام في تصريح لجريدة "العمق"، أن عودة بنكيران إلى القيادة فرضتها شخصيته الكاريزمية والانتصارات السياسية التي حققها، مشيرا إلى توقعه السابق، في مقال نشره على جريدة "العمق" قبل سنوات، عودة بنكيران إلى منصب الأمين العام في أول مؤتمر وطني للحزب بعد خروجه من القيادة، وأن الانهزام في الانتخابات الأخيرة عزز من حظوظه ومن تعليق القواعد الآمال عليه. كما توقع المتحدث عودة الحزب ذو المرجعية الإسلامية إلى صدارة الواجهة السياسية في المغرب عما قريب، قائلا "إن تصدره للمشهد من جديد مجرد مسألة وقت لا أقل ولا أكثر، وذلك ليس بسبب قوته بل بسبب الضعف الشديد لمنافسيه"، على حد تعبيره. وقال العلام "أمام حزب العدالة والتنمية فرصة كبيرة للعودة بقوة إلى الساحة واسترجاع مكانته السياسية، خصوصا في ظل البداية غير الموفقة للحكومة الحالية ومراكمتها للأخطاء منذ الشهر الأول وعدم قدرتها على التواصل الجيد مع المواطنين". ومن أجل تمكن القيادة الجديدة للحزب من النجاح في تدبير المرحلة الموالية، اشترط الأستاذ الجامعي أن تركز القيادة على إعادة بناء الذات التنظيمية ورص صفوف الحزب، وعدم الاستمرار في زعامة المعارضة. وانتقد العلام سلوك الحزب المنهزم في الانتخابات الأخيرة، معتبرا أنه "يمارس معارضة بهلوانية"، وذلك لأنه دخل مباشرة في ممارسة المعارضة وانتقاد الحكومة حتى في القرارات والأوراش التي كان مسؤولا عنها، معتبرا أنه لا يمكن للعدالة والتنمية أن يمحو عشر سنوات من ترؤس الحكومة ويعود إلى المعارضة مباشرة. وبخصوص استيعاب عبد الإله بنكيران لهذا الواقع، قال العلام إنه لا يمكن توقع سلوك الرجل الذي غاب عن المشهد السياسي لمدة 5 سنوات، وكانت خرجاته الإعلامية وتصريحاته في هذه المدة محدودة، غير أنه توقع أن بنكيران أصبح أكثر "تواضعا" من ذي قبل، وسيُنصت للجميع وأنه استوعب درس عدم تأسف أي أحد عليه بعد مغادرته للحكومة ثم قيادة الحزب، وحتى في الانهزام الأخير للبيجيدي في الانتخابات لم يتأسف أحد على بنكيران أو على الحزب. ومن الدروس التي يرى العلام أن بنكيران استوعبها، هي أنه ليس من الضروري أن يقود حزبه الحكومة مستقبلا وأن الإصلاح لا يشترط أن يتم من مركز رئيس الحكومة، وخصوصا وأن حصيلة العدالة والتنمية في السنوات العشر كانت ضعيفة، كما توقع أن يشارك في الحكومة المقبلة دون ترؤسها.