أعتقد ان مجتمع يقدس ثنائي "الجنس" و "المال" ، يجعل من البعد الثقافي و الحضاري ، اخر اهتماماته ، ولن تجد فيه أي ميول لهذا الجانب ، بل و يعتقد ان الحق بالنسبة إليه فقط هو الحصول على خدمات تقدمها مؤسسات عمومية ، او الحصول على رخصة للإستغلال المؤقت للملك العام ، او السماح له بمزاولة مهنة موسمية دون مطاردته من طرف السلطات العمومية . ان اقبار الجانب الثقافي، ليس وليد اليوم، بل هو تعاقب الإرادة، في مدينة لها من الخصوصية ما يؤهلها ، لتكون نموذجا ينبض بالحياة على مدار السنة ، بل ويؤسس لنفسه "عرفا ثقافيا " في كل المجالات الفنية والإبداعية ، تساهم في بناء الإنسان و إعداد جيل جديد من الشباب المثقف القادر على المساهمة الفعلية في التنمية المحلية ، و المشاركة الفاعلة في فهم ما يدور حوله و تنمية إدراكه ، ولما لا المشاركة في الحياة السياسية ، و تدبير شؤونه. شخصيا أشعر بالخجل الشديد عندما يذكر الجانب الثقافي ، او ما يؤطره من مؤسسات ، او من يساهم في إشعاعه من جمعيات المجتمع المدني ، ففي شهر يوليوز 2017 كانت اخر زيارة لوزير الثقافة ، لمنشأة ثقافية بمدينة ازرو إقليمإفران ، ولسير اشغال تهيئة مرافق دار الثقافة بإفران والتي كانت قائمة البناية و الجدران منذ زمن بعيد ، و نحن على مشارف نهاية 2021 ، ولازال الوضع كما هو عليه . دون فتح المنشأة . الخزانة البلدية التي كانت حاضنة للمراجع العلمية والمؤلفات والكتب، كما كانت تعد مكانا ثقافيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تم إغلاقها لإصلاحها وترميمها، لإعادة فتحها لذات الغرض، إلا ان المؤسسة الوصية عليها ارتأت تحويلها إلى مجال اخر، منصة إقليمية للشباب.. ولنا في ذلك رأي لا يتسع المجال لذكره. دار الشباب هي الأخرى موضوع لا يستحق ان يفتح او أن يقال فيه غير الاتي ، اعتقد انه آن الأوان للمؤسسة الوصية عليها ، إلحاق تلك الغرفتين و المطبخ ، بمؤسسة دار الطالب و بالتالي تمكين الطلب و الطالبات بالعالم القروي من استكمال دراستهم في أجواء جيدة مع توفير الدعم الكافي لمؤسسة الرعاية الاجتماعية للقيام بمهامها في محاربة الهدر المدرسي في الوسط القروي . نظرا للعجز المزمن لهذه المؤسسة والإدارة الوصية منذ زمن بعيد، في خلق مجلس دار الشباب يسهر على تنظيمها و ضخ دماء الاستمرارية فيها ، وتدبيرها دون الحاجة إلى الرجوع إلى الإدارة المعنية و بالتالي تمكين الجمعيات المشتغلة في الحقل الثقافي من القيام بادوارها في تعبئة و تأطير المجتمع المدني . بالإضافة إلى ازمة التواصل التي تعيق كل المحاولات الجادة في محاولة البدء من جديد. والله المستعان.