استغرب الطلبة المهندسون بعدد من المعاهد العليا للهندسة بالمغرب، عدم فتح الأقسام الداخلية مع بداية الموسم الجامعي الجديد، في ظل تأكيد وزارة التربية الوطنية على أن التعليم الجامعي سيكون هذا الموسم حضوريا. وأوضح طلبة مهندسون لجريدة "العمق"، أن غياب أي معلومة أو بلاغ وزاري حول فتح "الداخليات" جعل الطلبة المهندسين يعيشون حالة ارتباك، خاصة وأن أغلبهم يأتون من مدن أخرى من أجل استئناف دراساتهم العليا بمعاهدهم. ومن ضمن المشتكين، طلبة المدرسة الوطنية العليا للمعادن بالرباط، والذين عبروا عن رفضهم التام لأي نمط تعليمي غير النمط الحضوري وفتح الداخليات، مهددين باتخاذ خطوات تصعيدية في حالة تجاهل الوزارة لمطالبهم. ويرى طلبة المعهد المذكور، أن الطلبة المهندسين بالقطاع العمومي عانوا من التهميش والإقصاء طيلة السنة والنصف المنصرمة، بسبب اعتماد نمط التعليم عن بعد وإغلاق الداخليات، وهو ما انعكس على المستوى التعليمي لديهم. وكشف طلبة مهندسون بالمدرسة الوطنية العليا للمعادن بالرباط، لجريدة "العمق"، أنهم يمهلون وزارة التربية الوطنية 48 ساعة من أجل كشف موقفها بخصوص فتح الأقسام الداخلية، مشيرين إلى أن مقاطعة الدراسة مطروحة على الطاولة في حالة تجاهل الوزارة لمطالبهم. ويشدد المشتكون على أن التعليم عن بعد يلقى بكاهله على نفسية الطلاب في ظل انعدام الإمكانيات لديهم لمواكبة دروسهم عن بعد، "مما يضرب بشكل صارخ في مبدأ تكافؤ الفرص"، إلى جانب غياب الأعمال التطبيقية والخرجات الميدانية التي تؤطر التعلم الفعلي للخبرة الهندسية. وأشاروا إلى أن ذلك ينضاف إلى غياب نظام مراقبة صريح وشفاف لمواكبة تحصيل الطلاب في حالة نمط التعليم عن بعد، معتبرين أن هذا النمط "أثبت عجزه عن إعطاء الطلاب حقهم الطبيعي في التعلم على جميع المستويات". يُشار إلى أن طلبة المدارس الكبرى للمهندسين بالرباط، عبروا خلال الموسم الماضي، عن استيائهم من "الوضع المزري" الذي عاشوه بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق الأحياء الجامعية والداخليات، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة من أجل التصدي لتفشي وباء كورونا. واعتبروا أن كل مهندس مغربي ناقص التكوين "يساوي خسارة ملايين الدراهم مستقبلا حينما يتولى مسؤوليات في مؤسسات تساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني"، بحسب بلاغ سابق لهم. * الصورة من احتجاج سابق للطلبة المهندسين