نظم مساء أمس الجمعة ببروكسل معرض للتعريف بالرحالة والمؤرخ محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة وذلك بمبادرة من نادي ابن بطوطة. وتضمن هذا المعرض، الذي احتضنته دار الثقافتين المغربية الفلامانية (داركم)، وثائق تحكي رحلات واستكشافات ابن بطوطة، التي امتدت لما يصل إلى ثلاثين عاما، حيث انطلقت من مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج لتغطي معظم العالم الإسلامي وما وراءه من شمال وغرب إفريقيا وجنوب أوروبا وشرقها في الغرب، إلى الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا والصين في الشرق. كما يتضمن المعرض، الذي نظم تحت شعار (ابن بطوطة أكبر رحالة في التاريخ)، صورا لضريح ابن بطوطة بطنجة، إحدى المعالم التاريخية التي تحظى بها المدينة، والتي تشكل قبلة للزوار المغاربة والأجانب. وتم بالمناسبة أيضا عرض أهم المؤلفات التي تحدثت عن ابن بطوطة ورحلاته والتي تؤثث رفوف المكتبات العربية والعالمية ومن أشهرها (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار أو رحلة ابن بطوطة)، و(أحفاد ابن بطوطة عبر العالم). وأوضح العربي ختوتة، رئيس نادي ابن بطوطة، أن هذا المعرض يهدف إلى التعريف بابن بطوطة وتسليط الضوء على رحلات هذا المستكشف العالمي الكبير. وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الوثائق التي تم عرضها اليوم تسافر بزوار المعرض إلى الفترة التي عاشها ابن بطوطة، ومسار هذا الرحالة العالمي الذي قاده إلى عدد من مناطق المعمور. وأضاف أنه وعلى خلاف الرحالة الإيطالي المشهور ماركو بولو الذي انطلق من البندقية بغرض التجارة، كان حافز ابن بطوطة من وراء رحلاته (120 ألف كلم) هو العلم والمعرفة. وتخللت فعاليات هذا المعرض ندوة علمية تم خلالها إبراز أهمية أدب الرحلات الذي كان لابن بطوطة إسهاما كبيرا فيه والذي مكن من توثيق نمط عيش وثقافة المجتمعات والشعوب التي استكشفها ابن بطوطة في رحلاته. كما أكد المتدخلون على أن رحلات ابن بطوطة كانت بدافع رؤية أحوال الناس في مختلف بقاع المعمور، وشوقه إلى المعرفة، وولعه بالتنقل والمغامرة والتجربة، ومعرفة أحوال الدنيا من حوله.