قررت الجزائر، اليوم الثلاثاء، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وسحب سفيرها بالرباط، ابتداء من اليوم، وذلك خلال مؤتمر صحفي نظمة وزير الخارجية الجزائرية رمطان لعمامرة. وقال وزير الخارجية الجزائري، إن قطع العلاقات مع المغرب لا يعني تضرر المواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين، مشيرا إلى أن القنصليات ستمارس دورها المعتاد. واتهم لعمامرة المغرب بارتكاب "أعمال غير ودية وعدائية" ضد الجزائر، مضيفا: "لقد ثبت تاريخيا أن المغرب لم يتوقف عن القيام بأعمال غير ودية وعدائية ضد الجزائر". واعتبر أن الجزائر "ترفض أن تخضع لسلوكيات وأفعال مرفوضة تدينها بقوة في قضية علاقتها بالمملكة المغربية"، مردفا: "ترفض الجزائر منطق الأمر الواقع والسياسات أحادية الجانب بعواقبها الكارثية على الشعوب المغاربية". جاء ذلك بعدما صعد النظام الجزائري، خلال الأيام الأخيرة، من عدائه للمغرب، وذلك بعد اتهامه للرباط صراحة، بدعم منظمتين تتهمهما الجزائر بإشعال الحرائق في البلاد، وهو ما دفع المجلس الأعلى للأمن بالجزائر إلى إعلان قرار "إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية". كما لوح النظام العسكري الحاكم في الجارة الجزائر، بإغلاق مجاله الجوي أمام المملكة، حيث نقلت صحيفة "ألجيري باتروتيك" الجزائرية عن مسؤولين في السلطة، قولهم إن الجزائر تعتزم تعزيز وجودها العسكري على طول الحدود مع المغرب وإغلاق مجالها الجوي أمام المغرب وتعليق الخط الجوي بين الجزائر العاصمة والدار البيضاء. يشار إلى أن المغرب كان قد بادر إلى إعلان استعداده لتقديم المساعدة للجزائر في إخماد الحرائق بتوفير طائرتين من نوع "كاندير"، غير أن السلطات الجزائرية واجهت مساعدتها بالتجاهل، ولم تتلق المملكة أي رد من مسؤولي الجارة الشرقية. وكان الملك محمد السادس، قد أكد في خطابه الأخير، أن المغرب يتعرض لهجمات مدروسة، في الفترة الأخيرة، من طرف بعض الدول، والمنظمات المعروفة بعدائها لبلادنا، وذلك في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب. وأكد أن "المغرب مستهدف لأنه دولة عريقة، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب".