خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب الجمعة 11 محرم 1443 ( 20 غشت 2021) -قراءة في أهم مضامين ودلالات الخطاب- في إطار سلسلة متواصلة من الخطب الملكية السامية المطبوعة دائماً بالواقعية والشفافية وتحديد واضح للسياسات والدبلوماسية المغربية، يأتي خطاب الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب ليذكر بأهمية هذا الحدث المتجدد والمستمر في الزمن، ذلك أن ثورة الملك والشعب هي ثورة مستمرة يجب دائما أن نستخلص منها الدروس والعبر من أجل بناء مغرب الغد ينعم فيه أجيال اليوم والمستقبل بفرص الاستفادة من التنمية. كما أشار جلالة الملك –نصره الله- في خطابة السامي إلى مجموعة من الملفات الكبرى على مستوى الشأنين الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الداخلي، تضمن الخطاب محورين أساسيين: أولهما : التأكيد من جلالته على أهمية ذكرى هذه السنة التي تأتي في سياق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة عليها بلادنا، وهي انتخابات شبيهة في تنظيمها وشكلها بما تقوم به الدول المتقدمة من ممارسات فضلى في المجال الدستوري والديمقراطي، ذلك أنها استحقاقات تجمع في يوم واحد الانتخابات البرلمانية والجهوية والمحلية، ثاينهما : تفعيل الميثاق الوطني من أجل التنمية وتنزيل النموذج التنموي الذي أصبح يفرض نفسه فيما يتعلق بتحقيق آليات التنمية في المستقبل، خاصة وأن هذا التنزيل يعتبر مسؤولية كبرى تقع على عاتق المؤسسات المقبلة التي ستفرزها نتائج الانتخابات. وعلى المستوى الدولي، أكد جلالته – نصره الله – على أن المغرب يعرف قيمته ووزنه الإقليمي والقاري والدولي، كما ذكًر جلالته بحرص المغرب على إقامة وتقوية علاقات الصداقة والتعاون والشراكة مع مختلف دول العالم، ولاسيما دور الجوار، سواء منه الجوار المغاربي أو الأوربي، مع اعتزاز المغرب بشبكته القوية والمتشعبة من العلاقات والشركاء الدوليين. وفي هذا الصدد، بعث جلالته برسالة قوية لخصوم المغرب وأعدائه، مؤكدا جلالته أن المغرب ماض في طريقة إلى تحقيق التنمية، رغم رغبة بعض الدول المخالفة لذلك، وأن المغرب عازم على تحقيق التنمية أحب من أحب وكره من كره. وعلاقة بملف الجوار الأوربي، فقد تحدث جلالته بشكل صريح حول الأزمة الأخيرة التي شابت العلاقات الاستراتيجية بين المغرب واسبانيا، والتي عبر جلالته عن تتبعه الشخصي لتطوراتها، كما أعطى الضوء الأخضر لإعادة مد أواصر التعاون والشراكة مع الجارة الاسبانية على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات. وهو نفس الالتزام الذي جعله جلالته يسود علاقات الشراكة والتعاون بين المغرب وفرنسا ، المتأسسة على الصداقة والتقدير المتبادل. وفي ختام خطابه الملكي السامي، عبر جلالته على أن خصوصية السياق باعتباره مرحلة جديدة يطرح ضرورة التجند والالتزام بالروح الوطنية الصادقة لرفع مختلف التحديات الداخلية منها والخارجية، وترحم جلالته على أرواح شهداء الوطن الأحرار، وعلى رأسهم بطل التحرير جلاله الملك محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما.