يقول قيس أنه ليس بالدكتاتور و أن ما حدث ليس بالانقلاب، بل هو قرار يستند للفصل الثمانين من الدستور، وبالتالي فهي خطوة دستورية فرضتها الظروف، يقول الغنوشي أن ما حدث انقلابا، ويقول عزمي بشارة لمن مازال مقتنعا بخطوات الرئيس، أن الرجل في تعييناته قرب المقربين و أبعد آخرين…. يقول قيس أنه سيضمن الحريات العامة و الحقوق، يقول معارضون أن الأمن اعتقل نوابا و صحفيين، بل قال نائب برلماني أنه حين خروجه من المحكمة، كاد يتعرض لمحاولة اختطاف من أجهزة عسكرية، و أنه أسرع نحو القاضي مستغربا هذا العمل. لم تكن النهضة كالجماعة، فاختارت الركون إلى السَّلم، قراءة منها للواقع السياسي و الاقتصادي للبلاد، فلعلها لاحظت كيف سخر قيس سعيد الأزمة و السخط الشعبي ليقوم بفعلته المستنكرة، بل تحدثت مواقع عن تقبل و تفهم أبداهما بعض قيادات الحركة، داعين لمراجعات لعمل الحركة خلال العشر سنوات الفارطة . فهل نجحت الحركة في تمرير كرة الأزمة و بلعها دون لفظها؟ إلى الساعة لم يظهر التحرك القادم للرئيس، هل سيتحرى نهج الاقصاء و الاستئصال، أم سينبري إلى اتخاذ خطوات يغير من خلالها الدستور وفق ما كان يرغب؟ يطول أمد الانتظار، الرئيس يطمئن و يهدد، النهضة تتراجع و تراجع، الشعب ربما ينتظر إلى أين ستؤول الأمور، المعارضة و باقي الأحزاب تهادن الرجل القوي، وتترقب هل سيعيد العملية ذاتها، أم أنه مقدم على خطوات جراحية كبرى…. في حديث الاعلام، تتسرب الإمارات، هل هذه الدولة باتت من القوة لتحضر في مغلب أزمات الشرق الأوسط؟ هل لها الغلبة من الأمر أخيرا، وهل أنهت مهمة القضاء على الإخوان كما يطبل البعض من معارضي الجماعة؟ ماذا لو قيس للإمارات حليفا؟ حينها سيكون مسار الاقصاء هو الوارد، و ستطل السيسوية من جديد على البلاد، بل ستعود سياسة زين العابدين ضد الحركة في ثمانينات و تسعينات القرن الماضي، تجفيف المنابع؟ فهل للأمن و الدولة العميقة الأمنية في تونس دخل في الموضوع؟بالنسبة لقيس فهو سعيد بالشدة على الياء،قد أفرح الكثير ممن أعجبه حسن منطقه، ليس بالعسكري، ولا ينتمي لحزب معين،لم يرج عنه أنه تابع أو يحابي قوة اقليمية، ربما شرعية التصويت الشعبي، وعدم خبرته في العمل السياسي كما يدّعي البعض، ونظرته الخاصة المنفصلة للأوضاع…أسباب دفعته للاقدام على فعلته المستنكرة، أهل المؤامرة قد يرون فيه لعبة استقدمت دفعا أو استميلت أو استعملت لتنفيذ مخطط كسر النهضة و محقها….بين التأويلات تغيب التفاصيل، لكن حقيقة واحدة، هي أن رجلا اسمه قيس سعيد جمع حزمة السلط و قلب الطاولة على شركائه، وقال أنا قيسكم الأعلى…!!!