لم تحل سيارة الإسعاف بموقع حادث سير خطير بفاس غير بعيد عن مفترق الطرق بين شارع محمد السادس وشارع الجيش الملكي، إلا بعد مرور نحو ساعة من الزمن لحمل جريح ظل ملقيا على الأرض في حالة حرجة منذ لحظة اصطدام قوي لدراجته النارية بسيارة أجرة من الحجم الصغير منتصف ليلة الخميس. ورصدت الجريدة ردود فعل المتجمهرين من هول حجم أثر اصطدام المصاب ودراجته النارية على هيكل السيارة واعتبره عدد منهم اصطداما قويا لا يمكن إلا أن يخلف إصابة خطيرة، و هو ما اتضح من خلال ترديد المصاب لأكثر من مرة، و هو رابضا على صدره، عبارة أخويا أخويا عنقي عنقي أخويا عنقي ..". وعاينت الجريدة صراخ والدة المصاب، وصياح أحد أفراد عائلة الضحية بعد أن انتفض مطالبا بقدوم سيارة الإسعاف على وجه السرعة و محتجا على ما اعتبره تراخيا غير مقبول من المسؤولين، بعد أن ردد أكثر من مرة وسط حشد من المتجمهرين و عناصر الشرطة عبارة "أعباد الله فين هي لونبيلانص جيبو لينا لونبيلانص". وسجلت الجريدة محاولة عنصر من عناصر الأمن التضييق على الجريدة ومنعها من توثيق لحظة احتجاج قريب الضحية على تأخر مصالح الوقاية المدنية، بعد أن تفوه بكلمات مهينة في حق طاقم الجريدة وحاول احتجازه داخل سيارة الأمن لدقائق، قبل حضور ضابط شرطة واستدراك الموقف. وكانت هرعت أكثر من عربة لعناصر الأمن إلى مكان الحادث بعد دقائق من حدوثه، و ظلت مرابطة إلى حين أن نقلت مصالح الاسعاف المصاب إلى مستشفى المدينة. وكاد سائق الطاكسي، أن يتعرض إلى الأذى، لحظة انفراط جمع المتجمهرين، نتيجة محاولة مفاجئة للانتقام والاعتداء الجسدي من قبل أحد الأقرباء أو المتعاطفين مع الضحية، قبل أن يتدخل بعض المتجمهرين لتمكينه من الإفلات بجلده . يذكر أن الموقع الذي كان مسرحا لحادث السير و الذي يعتبر مدخلا أساسيا من مداخل مدينة فاس، أضحى نقطة سوداء و موقعا لحوادث مماثلة، بعضها كان سببا في إزهاق أرواح عدد من الأفراد القاطنين بالأحياء المجاورة للمكان و المحسوبة على تراب جماعة أكدال، سيما منها حي الحبابي و حي كريم العمراني وحي الألفة وإقامة التوحيد وحي زينب، إلى جانب حي التازي المحسوب على جماعة زواغة بن سودة. وهو الأمر الذي دفع أفرادا من الساكنة، التصريح للصحيفة بضرورة التفات مسؤولي المدينة العلمية إلى وضع حد لهذا النزيف، من خلال اقتراح إدخال تعديلات على الطريق و تحويلها إلى مسارين مزدوجين و التعجيل باستكمال الجزء المتبقي من شارع محمد السادس و الذي يشهد جمودا ملحوظا للأشغال منذ سنوات خلافا للجزء الثاني منه شرق القنطرة و باقي الأجزاء التي تتوسط المدينة، حي لالة سكينة و حي الراشيدية و حي الأدارسة و حي السعادة و طريق إموزار .